“جمعية الأقصى ـ اليمن” قرار نقل السفارة الأمريكية الى القدس باطل شرعاً وقانوناً وتدعو جماهير الأمة للوقوف ضده

قال تعالى : {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الإسراء:1].

اننا نؤكد ان مدينة القدس تنفرد بمكانة خاصة لما لها من مكانة روحية لدى المسلمين في جميع انحاء العالم ، كما يكن لها العرب أهمية سياسية قومية هي امتداد للقضية الفلسطينية عامة في كافة أبعادها القومية والدولية، السياسية والدينية.

وفي العام 1995 صدر قانون عن الكونجرس الأمريكي يطالب الرئيس بنقل سفارة أمريكا إلى القدس، والاعتراف بالمدينة عاصمة موحّدة للاحتلال الإسرائيليّ، ولكنّ القانون نفسه فسح مجالًا للرئيس الأمريكي بتأجيل تنفيذه مراعاة للمصالح الأمنية القومية الأمريكيّة في إقرار ضمنيّ من الكونجرس بأنّ تطبيق مثل هكذا قانون من شأنه أنْ يعرّض مصالح أمريكا للخطر بالنظر إلى حساسيّة موضوع القدس لدى العرب والمسلمين في كل العالم.

ومنذ ذلك التاريخ دأب رؤساء أمريكا على التوقيع على مذكرة تقضي بتأجيل تنفيذ القانون مدة ستة أشهر لتتكرر لازمة التأجيل حتى يومنا هذا.

ومع مجيء دونالد ترمب إلى سدة الرئاسة الأمريكية مطلع عام 2017 بدا أكثر جدية في تنفيذ وعوده الانتخابية بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وبالفعل ففي خطابه الأربعاء 6/12/2017م  أعلن اعتراف بلاده بمدينة القدس المحتلة “عاصمة لإسرائيل”، مضيفا أنه وجه وزارة الخارجية الأمريكية “كي تعمل على نقل مبنى السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى مدينة القدس”.

وجاء إعلان ترمب في كلمة مباشرة ألقاها في واشنطن، قال فيها إن مدينة القدس هي قلب واحدة من انجح الديمقراطيات في العالم”، حسب تعبيره.

إنّ قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس لا يعني إجراءً إداريًّا أو دبلوماسيًّا عابرًا بل هو موقف سياسيّ يعني اعتراف أمريكا بشرعيّة الاحتلال على القدس، ومن هذه الزاوية ننظر إليه على أنه عدوان مباشر وسافر على واحدة من أقدس مقدسات الأمة، ومساس بكرامتها، وعقيدتها، وشرفها، وحقوقها، وهو عدوان على كل عربيّ ومسلم وحرّ في هذا العالم وعلى الإدارة الأمريكية أنْ تدرك أنها بمثل هذه المغامرات السياسية الجائرة تضع نفسها في مواجهة مليارَي مسلم في العالم ومثلهم من أحرار البشرية.

 

وعليه فإننا في جمعية الأقصى نؤكد على :

ان مدينة القدس هي عاصمة فلسطين الأبدية ، ولا يمكن لأية إجراءات من أي طرف أن تغير من واقع المدينة أو أن تنتقص من حق الفلسطينيين في استرجاع أراضيهم المحتلة وعلى رأسها مدينة القدس.

واننا لندعو أبناء الأمة عامة وابناء الشعب  الفلسطيني في الداخل والشتات للتصدي إلى الهجمة الشرسة على مدينة القدس بكافة الوسائل المشروعة، كما ندعو شعوب العالم الحر للوقوف إلى جانب الحق الفلسطيني في الحرية والتحرر من الاحتلال والحفاظ على مدينة القدس بمكوناتها الدينية والقومية والثقافية والتاريخية.

إنّ مصير مدينة القدس لا يحدده الأمريكان ولا الاحتلال، بل يحدده موقف الأمة بكلّ مكوناتها ومستوياتها، وإنّ هذا الاحتلال الغاشم لهو أضعف من أن يقف في وجه موجة رفض عارمة تنطلق من كل أنحاء الأمة، وتوصل رسالة واضحة للاحتلال بأنّ مسرى النبيّ محمدٍ صلى الله عليه وعلى آلة ، أبعد من أن يسيطر عليه الاحتلال ما دام في عروق أحرار الأمة دماء تنبض بالكرامة.

وختاماً: ندعو شعوب أمتنا الحية الى التفاعل الإيجابي ، والضغط الفعَّال على أصحاب القرار في بلادنا العربية والإسلامية ؛ لاتخاذ الخطوات الواجب اتخاذها نحو القدس وفلسطين.

ونؤكد ان أيّ قرار أمريكيّ يستهدف تزوير هوية القدس سيكون مصيره الفشل، وسيثبت الشعب الفلسطيني ومعه الأمة العربية والإسلامية بأنّ القدس ستبقى قبلة الأحرار، وصخرة الحقّ التي يتكسّر عليها كل استعمار ، وكل احتلال.

 

الخميس

7/12/2017

اليمن – صنعاء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *