فلسطين تواصل انتفاضتها نُصرة لعاصمتها القدس

واصل أبناء الشعب الفلسطيني انتفاضتهم للجمعة الرابعة على التوالي نُصرة لعاصمتهم الروحية والسياسة “القدس” وضد إعلان “ترمب” المشؤوم، بمواجهات عمّت الوطن ضد الاحتلال، بمواجهات عقب مسيرات ومظاهرات جماهيرية حاشدة.

ففي مدينة القدس المحتلة، شدّدت قوات الاحتلال من إجراءاتها العسكرية في محيط الأقصى؛ حيث أدى أكثر من أربعين ألف فلسطيني من القدس المحتلة والداخل الفلسطيني المحتل منذ العام 1948م، وعددٌ كبير من المسلمين الأجانب، اليوم صلاة الجمعة برحاب المسجد الأقصى المبارك، رغم إجراءات الإحتلال المشدّدة، التي حوّلت القدس الى ثكنة عسكرية تغيب عنها مظاهر الحياة الطبيعية وتطغى فيها المشاهد العسكرية.

وعزّزت قوات الاحتلال منذ ليلة أمس، انتشارها وتواجدها في المدينة المقدسة، خاصة في محيط البلدة القديمة وعلى أبوابها وداخلها وبمحيط المسجد الأقصى، وبواباته، وبتسيير دوريات راجلة ومحمولة وخيالة، في الوقت الذي ضاعفت فيه من اجراءاتها المشددة في منطقة باب العامود (أحد أشهر أبواب القدس القديمة) وأخضعت الشبان والأطفال لتفتيشات استفزازية تخللها التدقيق ببطاقاتهم الشخصية وتحريرها.

وانتظم الآلاف من المصلين عقب صلاة الجمعة-وللجمعة الرابعة على التوالي-بمسيرة طافت ساحات المسجد الأقصى، رفعوا فيها الأعلام الفلسطينية وردّدوا هتافات وطنية، وأخرى ضد إعلان ترمب المشؤوم.

وفي هذا السياق، اعتقلت عناصر من الوحدات الخاصة بقوات الاحتلال بعد صلاة الجمعة سيدة مقدسية فور خروجها من الأقصى من جهة باب الناظر بحجة حملها لعلم فلسطيني، فيما اعتقلت قوات أخرى طفلاً في باب العامود.

واستبقت قوات الاحتلال المسيرة التي خرجت من المسجد الأقصى بتواجدٍ مكثف وبسواتر وحواجز عسكرية حديدية في شارع الواد، واعترضتها بالقوة وفرّقت جموع المصلين، وحالت دون وصولهم الى منطقة باب العامود خارج سور القدس التاريخي.

الى ذلك، شهد محيط البلدة القديمة، خاصة المنطقة الممتدة من حي المصرارة التجاري ومنطقة باب العامود مرورا بشارع السلطان سليمان وباب الساهرة وشارع صلاح الدين وصولاً الى منطقة باب الأسباط، تواجداً عسكرياً واسعاً، حول المنطقة الى ما يشبه الثكنة العسكرية بسبب انتشار دوريات وآليات وعناصر الاحتلال فيها.

وفي وقت لاحق، اندلعت مواجهات متفرقة بين شبان وقوات الاحتلال في منطقة باب العامود، لم يبلغ خلالها عن اعتقالات أو اصابات مباشرة.

وأصيب عدد من المواطنين بأعيرة نارية مغلفة بالمطاط في مواجهات عنيفة، ما زالت دائرة، في بلدة العيزرية جنوب شرق القدس، وبلدة الرام ومحيط مخيم قلنديا شمال القدس المحتلة.

كما اندلعت مواجهات عنيفة عقب صلاة الجمعة اليوم في العيزرية، انطلق بعدها عشرات الشبان الى مفرق “قبسة” الذي يفصل بلدتي العيزرية وأبو ديس عن مركز مدينة القدس، وشرعوا بمواجهات عنيفة ضد قوات الاحتلال المتمركزة في المنقطة، وهاجموا جنود الاحتلال بالحجارة والزجاجات الفارغة، فيما استخدم الاحتلال القنابل الغازية السامة والأعيرة النارية وأصاب عدداً من الشبان. وشهد محيط الحاجز العسكري القريب من مدخل مخيم قلنديا شمال القدس مواجهات عنيفة، علماً أن المخيم شهد في ساعت فجر اليوم مواجهات واسعة ضد الاحتلال، ولا يزال التوتر هو سيد الموقف في هذه المنطقة.

وأصيب شبان فلسطينيون على حاجز “قلنديا” العسكري شمال القدس المحتلة، جرّاء قمع الاحتلال لمسيرة احتجاجية، باستخدام أعيرة الرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيلة للدموع.

وفي بيت لحم، قمعت قوات الاحتلال مسيرة سلمية انطلقت بعد صلاة الجمعة من أمام مخيم “العزة” شمالا، وصولا إلى المدخل الشمالي للمدينة؛ حيث أطلق جنود الاحتلال قنابل الصوت والغاز ما أدى إلى اندلاع مواجهات مع الشبان.

أما في محافظة الخليل، اندلعت مواجهات عنيفة في مخيم “العروب” أسفرت عن إصابة ثلاثة شبان بالرصاص الحي؛ أحدهم بحالة خطيرة، فضلا عن إصابات عديدة في صفوف الفلسطينيين جرّاء إطلاق قنابل الغاز المسيلة للدموع والرصاص المعدني المغلف بالمطاط تجاههم، وفق ما أعلنت عنه وزارة الصحة الفلسطينية.

كما اندلعت مواجهات مماثلة في منطقة “باب الزاوية” وسط الخليل، وأخرى في بلدة “سعير” قضاء المدينة.

وشهد المدخل الشمالي لمدينة البيرة مواجهات عنيفة بين الشبان وجنود الاحتلال، الذين قمعوا مسيرة سلمية، دعت إليها القوى الوطنية والإسلامية، تخلّلها إصابة شاب برصاصة مطاطية.

فيما اعترف جيش الاحتلال، بإصابة ضابط برتبة عقيد في الجيش بجراح في رأسه، جرّاء رشقه بالحجارة في رام الله.

وفي مدينة قلقيلية، هاجمت قوات الاحتلال مسيرة قرية كفر قدوم الأسبوعية المناهضة للاستيطان، ما أدى الى اندلاع مواجهات في المنطقة أسفرت عن إصابة ثلاثة شبان بالرصاص المطاطي و18 آخرون بالاختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع، حسب ما أفادت به جمعية “الهلال الأحمر الفلسطيني”.

وفي نابلس، اندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال على حاجز “حوارة” ومفرقي “بيتا” و”اللبن” جنوب المدينة، وأخرى في قرية سالم شرق المدينة، ما أسفر عن أربع إصابات.

كما اندلعت مواجهات على مدخل بلدة قراوة بني حسان غرب سلفيت، نجم عنها إصابات في صفوف الفلسطينيين.

وفي غزة، أصيب خمسة مواطنين فلسطينيين، بالرصاص الحي بالمواجهات بينهم 4 أصيبوا شرق خانيونس وإصابة واحدة شرق الشجاعية.

وقال أشرف القدرة، الناطق باسم وزارة الصحة بغزة، إن خمسة مواطنين أصيبوا بالرصاص الحيّ في مناطق متفرّقة من الجسد خلال المواجهات المندلعة على الحدود، بينهم ثلاثة على الحدود الشرقية لمدينة خانيونس، بالإضافة إلى إصابة عشرة بالاختناق جرّاء استنشاق الغاز المنعث من قنابل الاحتلال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *