التدنيس متواصل.. أحذية عسكرية وموسيقى بالمسجد الأقصى

يرى متابعون لقضايا القدس أن التطورات المتلاحقة التي شهدها المسجد الأقصى المبارك خلال الأسبوع الأخير تشير إلى أن الشرطة الإسرائيلية تحضّر لمواجهة جديدة تهدف لتغيير هوية الأقصى وتعويض ما خسره الاحتلال في هبة باب الرحمة.

وتتمثل التطورات المتلاحقة في محاولة إجبار الأوقاف على إخراج سجاد من مصلى باب الرحمة واستئناف اقتحامه بالأحذية العسكرية، ومنع إدخال مستلزمات الإعمار، وإزعاج المصلين بالموسيقى الصاخبة من مركز الشرطة، بالإضافة لتحرير مخالفة مرور لأحد حراس الأقصى خلال استخدامه سيارة قسم الإطفاء في المسجد في إطار عمله.

الباحث في شؤون القدس زياد ابحيص قال إن الأفعال الصغيرة التي تقوم بها شرطة الاحتلال تستهدف تكريس حقائق كبيرة، موضحا أن اقتحام مصلى باب الرحمة بالأحذية يهدف للتأكيد على أنها لا تعترف به بوصفه مصلى، وأن تحرير المخالفات في ساحة الأقصى يهدف لتكريسها ساحة عامة تحت سلطة بلدية الاحتلال.

وأضاف ابحيص في حديث للجزيرة نت أن تعمّد الشرطة رفع صوت الموسيقى يوصل رسالة مفادها أن الأقصى مقدس في أوقات الصلاة فقط وليس في غيرها، مؤكدا أن الشرطة بهذه الخطوة تعيد تكرار فكرة التقسيم الزماني باحترامها مواعيد الصلاة في المكان وليس قدسيته المطلقة.

“بعد إعادة فتح مصلى باب الرحمة بإرادة جماهيرية، ظهر مساران للالتفاف على هذه الإرادة، تمثل الأول في اعتقال كل من يقدم على فتح المصلى من الحراس والمقدسيين وتعمُد اقتحام المصلى بالأحذية، وتمثل المسار الثاني في الضغط على الأردن لإغلاق المصلى بهدف ترميمه أو تحويله لمكتبة واستخدامات أخرى”.

وقد تراجع الاحتلال عن هذه الإجراءات لمدة، لكن لم يتراجع المصلون عن حضورهم في المكان.

وخلال شهر رمضان المنصرم، اعتكف الصائمون وفرشوا المصلى بالسجاد ووضعوا قاطعا خشبيا يفصل النساء عن الرجال أثناء الصلاة، كما وُضعت خزانة للأحذية أمام المصلى، مما أغاظ شرطة الاحتلال التي تتحايل الآن على الأمر الواقع الذي فرضه الفلسطينيون بهدف إعادة فرض إغلاق مصلى باب الرحمة، حسب ابحيص.

أجندة التهود
ويضيف ابحيص أن التطورات المتلاحقة تؤكد أن من يحرك أجندة تهويد الأقصى ليست الجمعيات المتطرفة وإنما شرطة الاحتلال.

ويقول إن “الاحتلال شعر بهزيمة غير قادر على ابتلاعها في هبّة باب الرحمة، لذا يريد تعويضها بتغيير الوقائع في الأقصى بمبادرة من الدولة وبمشروع يحمله بنيامين نتنياهو لا المتطرفون”.

 

 

ويعتقد الباحث زياد ابحيص حصول مواجهات جديدة في شهري سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الثاني المقبلين، بسبب ما سيشهده الأقصى من اعتداءات خلال موسم الأعياد اليهودية.

ويشير إلى تقارب الفترات بين الهبّات الأخيرة في القدس بدءا من هبة القدس مطلع أكتوبر/تشرين الأول 2015، مرورا بهبة باب الأسباط في يوليو/تموز 2017، وانتهاء بهبة باب الرحمة في فبراير/شباط 2019.

تجاوزات خطيرة
من جانبه، قال مسؤول الإعلام والعلاقات العامة في دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس فراس الدبس إنه منذ هبة باب الرحمة حتى اليوم أقدمت قوات الاحتلال على تجاوزات خطيرة داخل باحات الأقصى، أبرزها اعتقال مدير لجنة الإعمار وأحد مهندسيها أثناء قيامهما بترميم “بلاطة” واحدة قرب باب القطانين.

وشهدت باحات الأقصى منذ مطلع العام الجاري اقتحامات نوعية وخطيرة قادها كبار ضباط شرطة الاحتلال ووزراء وأعضاء كنيست وقادة في سلاح الجو والبحرية، بالإضافة لاقتحام المخابرات وطلبة المعاهد الإسرائيلية بشكل مكثف.

وحسب الدبس لوحظ في الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية الأخيرة استخدام أعضاء كنيست يمينيين اقتحام المسجد الأقصى في دعايتهم الانتخابية لحصد الأصوات لصالحهم.

ويتوقع الدبس أن يشهد الأقصى أحداثا خطيرة تحتاج لوعي سياسي عال وتتطلب التفاف المسلمين حول هذه البقعة المقدسة وشد الرحال إليها.

المصدر : الجزيرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *