تحذير فلسطيني من مخطط تجريد المقدسيين من حق الإقامة بعزل المزيد من الأحياء

حذرت شخصيات فلسطينية من خطورة تصريحات أدلى بها القائد العسكري الصهيوني السابق وعضو حزب أزرق أبيض، ميكي ليفي، ودعا فيها إلى تجريد عشرات آلاف المقدسيين من حقهم في الإقامة، وسلخ أحياء فلسطينية عن مدينة القدس.

وقال الكاتب المقدسي، راسم عبيدات: “ما كشف عنه ميكي ليفي، ودعوته إلى فرض عقوبات جماعية، وتضييق الخناق على أهالي بلدة العيسوية يندرج في إطار مخطط سياسي متكامل، فليفي يعبّر عن عقلية عنصرية متطرفة تنظر إلى الشعب الفلسطيني باعتبارهم قنبلة ديمغرافية تشكل خطراً على يهودية الدولة، وعلى نقاء القدس كعاصمة لما يسمى دولة الاحتلال”.

 

وتابع عبيدات: “شهدنا بعد الهبّات الشعبية المتلاحقة في القدس منذ هبّة الشهيد الفتى محمد أبو خضير منتصف 2014، العديد من المشاريع التي طرحت لتعديل الواقع الديموغرافي في المدينة، لكي تنسجم مع قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، باعتبار القدس عاصمة لدولة الاحتلال، فيما كان هناك العديد من خطط الفصل والتخلي عن الأحياء الفلسطينية داخل حدود ما يعرف ببلدية القدس، منها خطة الوزير وعضو الكنيست السابق حاييم رامون، ومن بعده خطط لحاييم هيرتسوغ زعيم حزب العمل السابق، وزئيف اليكن الليكودي وزير ما يسمى شؤون القدس، وكلها تصبّ في كيفية الحفاظ على ميزان ديمغرافي مختل في المدينة بهدف أسرلتها وتشريعها كعاصمة لدولة الاحتلال”.

وأشار إلى أن بعض الخطط كانت تهدف إلى “توسيع حدود ما يُسمى بلدية القدس لكي تصبح مساحتها 10 في المائة من مساحة الضفة الغربية المحتلة، وضم الكتل الاستيطانية الكبرى من جنوب غرب القدس إلى شمال شرقها، وهذا يعني ضم 150 ألف مستوطن إليها، على أن يترافق ذلك مع إخراج أكثر من 100 ألف مواطن مقدسي من سكان البلدات والقرى الفلسطينية الواقعة خلف جدار الفصل العنصري”.

وأكد عبيدات أن هذه المخططات الصهيونية الرامية إلى تغيير المشهد في مدينة القدس تشمل الاستيطان، والأنفاق التي تبني مدينة كاملة تحت القدس، والسيطرة على فضاء المدينة من خلال (القطار الطائر) “التلفريك”، وهذا يعني أن الشعب الفلسطيني في المدينة أمام مخاطر جدية وحقيقية على وجوده، ويجب مواجهة المخططات بدعم إقامة مشاريع إسكانية في المدينة، ومساعدة المقدسيين في الحصول على رخص بناء بدفع جزء من تكاليفها، والتوجه إلى المؤسسات الدولية وإلى كل أصدقاء الشعب الفلسطيني لفضح دولة الاحتلال وسياستها العنصرية التي تصل إلى حد التطهير العرقي بحق الشعب الفلسطيني.

 

من جهته، قال الناشط المقدسي من مخيم شعفاط وسط القدس خضر الدبس: “في عام 2004، أقرت حكومة الاحتلال بناء جدار الفصل العنصري حول مخيم شعفاط، وسبق ذلك العديد من الاقتحامات للمخيم، وترافق ذلك مع اعتقال العشرات من أبناء المخيم الذي أصبح شعلة مقاومة. ما دفع العديد من قادة الاحتلال إلى المطالبة بعزل المخيم عن القدس، وبعدها أقرت الحكومة بناء الجدار العنصري، رغم إثباتنا أنه لا يوجد دواعٍ أمنية كما يدعون، وانه لعزل القدس وتهويدها، وخلق واقع ديموغرافي لمصلحة المستوطنين فيها، وتسهيل اقتحام المسجد الأقصى فيما بعد”.

ولفت الدبس إلى أن “نجاح الاحتلال في عزل مخيم شعفاط الذي يسكنه نحو 100 ألف نسمة، 95 في المائة منهم يحملون بطاقة الهوية الزرقاء، دفعته إلى التفكير في عزل مناطق أخرى من خلال تعزيز البناء الاستيطاني، وإقامة شوارع استيطانية، وعزل أحياء عربية بالكامل، وفي مناطق أخرى جرت زعزعة استقرار العديد من الأحياء، كجبل المكبر وسلوان والعيسوية، ولم يرفع الشعب الفلسطيني الراية البيضاء”.

 

الى ذلك، عبّر مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية، زياد الحموري، عن قلقه من تصاعد إجراءات التهويد في القدس المحتلة، وانتقالها إلى مرحلة استهداف الوجود الفلسطيني، وأشار لـ”العربي الجديد”، إلى أن “تصريحات قائد شرطة الاحتلال السابق تؤكد صحة المخططات القديمة التي طرحت في عام 2006، من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي حينها، إيهود أولمرت، حول إخراج خمس مناطق سكانية في محيط القدس إلى خارج جدار الفصل العنصري”.

وأضاف: “ما يجري في العيسوية من عمليات تنكيل مدروسة ومخططة، وما يقام من إنشاءات تشمل الجسور على حاجز قلنديا العسكري، ثم عودة الحديث عن مخيم شعفاط، والتوجه إلى عزل المزيد من الأحياء الفلسطينية خارج جدار الفصل العنصري، كلها مؤشرات على صحة تصريحات ليفي”.

وفاة الأديب نوري باكديل الملقب بـ”شاعر القدس”

توفي الأديب والشاعر التركي الكبير، نوري باكديل، الجمعة، عن عمر ناهز 85 عامًا.

ويلقب الأديب التركي بشاعر القدس، بسبب دفاعه المستمر عن القدس وقضيتها العادلة منذ عقود طويلة.

وتوفي باكديل في مستشفى المدينة الطبية بالعاصمة أنقرة، الذي كان يتعالج فيه من التهاب بالجهاز التنفسي.

ومن المرتقب أن يوارى الثرى بعد الصلاة على جنازته في مسجد حاجي بيرم ولي، السبت، بعد صلاة العصر.

وقدّم الرئيس رجب طيب أردوغان، تعازيه في وفاة الأديب التركي عبر تغريدة في موقع تويتر.

وترحّم أردوغان على الأديب باكديل وقدم العزاء لمحبيه، مرفقا التغريدة بصورة له مع باكديل.

وقال “أترحم على شاعر القدس السيد نوري باكديل أحد ألمع رجال الأدب.. جعل الله مثواه في الجنة”.

وولد باكديل عام 1934 في ولاية قهرمان مرعش جنوبي تركيا، وتخرج من كلية الحقوق بجامعة إسطنبول.

بدأ كتابة الشعر والمقالة في مرعش، ونشر أعماله في جريدة “خدمة للديموقراطية”. وفي عام 1954 وهو يدرس في الثانوية أصدر مجلة “حملة”. وفي عام 1972 أسست مؤسسة “نشر المجلة الأدبية”، وهو أيضا من مؤسسي مجلة “الأدب”.

وفي 2015، افتتحت وزارة التربية والتعليم المدرسة التركية الأساسية للبنات في مدينة نابلس، والتي أقيمت بتمويل من وكالة التنسيق والتعاون التركي “تيكا”، وتحمل اسم “نوري باكديل”.

وآنذاك، عبر الشاعر التركي عن مشاعره المحبة لفلسطين، ودعمه وتضامنه مع الشعب الفلسطيني في سعيه لإنهاء الاحتلال وإقامة دولته.

“يوم الغفران”.. سجن المقدسيين لـ”تكفير ذنوب” اليهود

يحاول المقدسيون تسيير تفاصيل حياتهم اليومية بشكل طبيعي فيما يعرف بـ”يوم الغفران اليهودي”، لكن لا شيء حولهم يساعدهم على ذلك، إذ يغلق الاحتلال مداخل أحيائهم بالمكعبات الإسمنتية ويمنعون من التنقل بحرية وتغلق الدوائر الحكومية والعيادات الطبية ولا يتمكنون من الوصول إلى وجهاتهم إلا بشق الأنفس.

ويعتبر “يوم الغفران” (الكيبور) أقدس أعياد اليهود، وهو المتمم لـ”أيام التوبة والغفران العشرة” التي تبدأ بيوم رأس السنة العبرية الجديدة، ويصوم به المتدينون لمدة 25 ساعة تكرس لمحاسبة النفس والتكفير والتطهير من الذنوب وإقامة الصلوات والشعائر التلمودية في الكنس.

وحسب العقيدة اليهودية، فإن “يوم الغفران” هو اليوم الذي نزل فيه النبي موسى عليه السلام من سيناء للمرة الثانية ومعه ألواح الشريعة، حيث أعلن أن الرب غفر لليهود خطيئتهم في عبادة العجل الذهبي.

ويحل يوم الغفران هذا العام مع غروب شمس اليوم الثلاثاء وينتهي الصيام مع غروب شمس يوم غد الأربعاء، في حين بدأ حشد المتطرفين وجماعات الهيكل لاقتحامات جماعية للمسجد الأقصى مع حلول عيد العرش اليهودي الذي يستمر لأسبوع ويبدأ في الرابع عشر من الشهر الجاري.

ويتزامن إحياء يوم الغفران هذا العام مع الذكرى الـ29 لمجزرة الأقصى التي وقعت صبيحة يوم الثامن من أكتوبر/تشرين الأول 1990.

 

 

شلل تام للحياة
تنهى تعاليم الديانة اليهودية في يوم الغفران عن ممارسة الأعمال اليومية كالأكل والشرب، وارتداء الحذاء المصنوع من الجلد، والتطيب والاغتسال والمعاشرة الجنسية وإشعال النار والكتابة بقلم وتشغيل السيارات.

ويحرم على المزارعين العمل في حقولهم أو حلب الأغنام والأبقار، وعلى الجميع أن يخصصوا ساعات “يوم الغفران” للعبادة وطلب الغفران إما بالمنزل أو الكنيس.

وتغلق المعابر الجوية والبرية والبحرية، وكذلك المؤسسات العامة والخاصة والمدارس والجامعات، وتمنع السيارات والمواصلات العامة بجميع أنواعها عن الحركة في يوم الغفران، وتتوقف وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة عن العمل، كما يمارس اليهود في هذا اليوم بعض الطقوس الخاصة كذبح الدواجن البيضاء.

 

 

سجن المقدسيين
أما في القدس فتضيق السلطات الإسرائيلية على الفلسطينيين في يوم الغفران من خلال إغلاق الحركة المرورية أمام المركبات عبر وضع الحواجز والسواتر الحديدية على العديد من مداخل ومخارج الأحياء، مما يؤدي إلى شلل في جميع مناحي الحياة.

كما تمنع حركة السيارات من الشطر الشرقي لمدينة القدس إلى شطرها الغربي، وذلك من خلال الحواجز التي تقيمها الشرطة على الشوارع.

التاجر المقدسي رامي قرّش يصر على التوجه إلى شارع صلاح الدين الأيوبي وسط القدس لفتح محله التجاري رغم انعدام حركة المارة في “يوم الغفران”، ويقول إن وصوله إلى محله يحتاج لنحو ساعة ونصف الساعة رغم أن الوقت الذي يفترض أن يستغرقه للوصول إليه لا يتجاوز سبع دقائق.

وتابع “نضطر لسلوك طرق فرعية لا تمر سوى بالأحياء العربية لأن الشارع الرئيسي الواصل بين بلدة بيت حنينا ومركز المدينة يغلق بالمكعبات الإسمنتية، وهذا ما يدفع كثيرا من الفلسطينيين لالتزام منازلهم لانعدام مظاهر الحياة في القدس، أفتح باب رزقي تأكيدا على حقي كمقدسي بعيش حياة طبيعية لكنها واقعيا ليست كذلك”.

 

تجاوز للقانون الدولي
الحقوقي المقدسي منير نسيبة مدير مركز العمل المجتمعي التابع لجامعة القدس علق على تكبيل المقدسين في يوم الغفران بقوله إن سلطات الاحتلال الإسرائيلية تشل بعض مرافق الحياة المهمة، مثل المدارس والجامعات والمؤسسات والمصالح التجارية وغيرها.

وبرأي نسيبة، فإن هذه القيود تتعارض مع القانون الدولي الذي يحرم على سلطة الاحتلال فرض القيود على حرية الحركة إلا في حال وجود ضرورة عسكرية، مؤكدا أن هذا النوع من التقييد للحركة ليس له مبرر في القانون الدولي.

بدوره، قال الباحث في الديانة اليهودية والمجتمع الإسرائيلي عمر مصالحة إن اليهود المتدينين يعتبرون أي تحرك للفلسطينيين في يوم الغفران استفزازا لمشاعرهم الدينية، في حين لا يحترمون هم بالمقابل طقوس الأعياد الإسلامية، إذ يمنع المسلم من الوصول إلى مسجده لأداء الصلاة فيه أحيانا.

ووصف مصالحة استهداف المتدينين سيارات المقدسيين بالرشق بالحجارة بالعمل الاستفزازي الذي ينم عن كراهية وعنصرية، منتقدا سلوك الشرطة الإسرائيلية في يوم الغفران التي تمنع العرب من التجول رغم أن ذلك مسموح قانونيا.

المصدر : الجزيرة

كمال الخطيب: الاحتشاد والمرابطة في المسجد الأقصى رسالة تحد للاحتلال

دعا الشيخ كمال الخطيب، نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل، إلى تنسيق كافة الجهود ومواصلة الحشد الدائم والمرابطة في المسجد الأقصى، وتوجيه رسالة قوية للمستوطنين وحكومة الاحتلال المتطرفة من خلفهم بأن الأقصى دونه دماؤنا وأرواحنا.

وأكد الخطيب في تصريح صحفي، على أن المقدسيين خاصة والفلسطينيين عامة يقومون بواجبهم تجاه المسجد الأقصى، وهم مستعدون للدفاع عنه في كل وقت، فهم لم ينسوا العهد والوفاء لمسجدهم.

وصرح الخطيب، بأن ما يشهده المسجد الأقصى من اقتحامات واعتداءات تصاعد في الآونة الأخيرة بفعل عدة عوامل منها حظر الحركة الإسلامية.

وقال إن “الاحتلال تعمد منع الحركة الإسلامية وإخراجها عن القانون وحل جمعياتها، وكل ذلك ساهم في تعزيز الهجمة الاستيطانية على المسجد الأقصى.”

واعتبر بأن الحالة العربية الرسمية الساعية للتطبيع مع الاحتلال ساهمت أيضا في ما يشهده الأقصى من جرأة غير مسبوقة على اقتحامه وتدنيسه.

عصابات المستوطنين تستبيح القدس القديمة وجنوب الأقصى بمسيرات ليلية

استباحت عصابات المستوطنين، في ساعات الليلة الماضية وحتى فجر اليوم، البلدة القديمة في القدس المحتلة، وبلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك بمسيرات صاخبة واستفزازية بحراسة مشددة من قوات الاحتلال تزامنا مع الأعياد اليهودية.

 

وأّمنت قوات الاحتلال عربدات المستوطنين بإغلاقها للعديد من شوارع سلوان من بينها مدخل البلدة من جهة حي وادي حلوة الأقرب الى جدار الأقصى الجنوبي، والشارع الذي يصل عين سلوان (أشهر عين في البلدة)، كما اغلقت الطريق الواصلة أسفل مفرق وادي الربابة، وسط انتشار عسكري مكثف على مفارق ومقاطع شوارع البلدة.

واخترقت مسيرة للمستوطنين سوق القطانين في البلدة القديمة والذي ينتهي ببوابة المسجد الأقصى “باب القطانين” واشتكى السكان من ازعاج المستوطنين بسبب مسيراتهم ورقصاتهم التي استمرت حتى الصباح.

عائلة سمرين.. تقارع المستوطنين في المحاكم لتبقى جارة الأقصى

عبثا تحاول السيدة المقدسية أمل سمرين التخفيف من وطأة قرار محكمة الصلح الإسرائيلية القاضي بإمهالها وأبنائها تسعين يوما لإخلاء منزلهم في بلدة سلوان لصالح المستوطنين.

يتنقل بصرها بين أحفادها الذين قطعوا حديثنا معها مرارا طلبا للنقود لشراء الحلوى من البقّالة المجاورة أو لسؤالها عن مصيرهم بعد الإخلاء القسري.

تصمت للحظات ثم يرتفع صوتها “الله أكبر.. لا يوجد عدل في هذا الزمان، قلتُ للقاضية الإسرائيلية في إحدى جلسات المحكمة إنني أعيش في هذا المنزل منذ أربعين عاما، وأريد أن تخرج جنازتي منه.. لكن إذا كان غريمي القاضي فلمن أشكو؟”.

أصل المشكلة
بداية الحكاية تعود لأربعينيات القرن الماضي، عندما بنى الجد الأكبر للعائلة الحاج موسى سمرين المنزل على أرضه التي تبعد عشرات الأمتار عن المسجد الأقصى المبارك من الجهة الجنوبية، بالإضافة لدونمين من الأرض الخالية أمام المنزل التي اهتم بزراعتها وجني ثمارها على مدار عقود.

نزح أبناء الحاج موسى عام 1967 إلى الأردن، فعاش معه ابن أخيه في المنزل واشتراه منه قبل موته، وانتقلت الملكية بشكل تلقائي للابن محمد سمرين فتزوج أمل وعاشا فيه، وأنجبا سبعة من الأبناء.

 

موقع إستراتيجي
طوال هذه السنوات كانت أطماع المستوطنين تزداد للاستيلاء على المنزل لموقعه الإستراتيجي الذي يدّعون أنه يقع ضمن ما تسمى مدينة داود، لكن العائلة لم تكن تعلم شيئا عن ذلك.

سلطات الاحتلال وبمجرد وفاة الحاج موسى سمرين عام 1983، حولت ملكية العقار لـ”حارس أملاك الغائبين” بادعاء أن أبناءه يعيشون في الأردن وليس له ورثة في البلاد، وتم ذلك دون إبلاغ العائلة حتى وصلتهم ورقة إخلاء من المنزل عام 1991، علما بأن العقار لم يخلُ يوما من السكان الذين ورثوا العقار عن الجد موسى.

استأنفت عائلة سمرين القرار وقدمت أوراقا تثبت شراء محمد زوج أمل المنزل من الحاج موسى، واستمرت المحاكم حتى تلقت العائلة أمرا آخرا بالإخلاء عام 2011، ولم تتوقف الجلسات واعتبرت القاضية أن العائلة محمية بالعقار لأن محمد زوج أمل ما زال على قيد الحياة، وبعد وفاته عام 2015 بدأت معركة قضائية جديدة تتضمن تفاصيل كثيرة، كان آخرها قرارا جديدا بالإخلاء صادرا عن محكمة الصلح في القدس.

نقل الملكية
خلال ثلاثة عقود من مقارعة العائلة للمستوطنين في المحاكم، تم نقل ملكية العقار من حارس أملاك الغائبين إلى “سلطة التطوير الإسرائيلية”، ثم إلى شركة “هيمونتا” التي تحاول اليوم إخلاءه.

نبشت الخمسينية أمل سمرين -خلال استقبالها للجزيرة نت في عقارها المهدد بالإخلاء- تفاصيل السنوات الهادئة التي عاشتها وأسرتها فيه، قائلة إنها كانت تزرع الكثير من الخضروات سنويا في الأرض المقابلة لمنزلها بالإضافة لأشجار الفواكه، لكن كل ذلك اندثر بمجرد هجوم عشرات المستوطنين على الأرض عام 1991 قادمين من الحي اليهودي في البلدة القديمة بهدف الاستيلاء عليها.

دافعت أمل عن أرضها باستماتة وطردت المستوطنين، ثم اعتصم المقدسيون في الأرض المهددة بالمصادرة مع وجهاء القدس وعلى رأسهم الراحل فيصل الحسيني، لكن ذلك الصمود انتهى في ليلة حالكة الظلمة اقتحمت بها القوات الخاصة منزل عائلة سمرين وأخبرتها أن الأرض صودرت وبوشر بالتحضير لإقامة “مدينة داود” عليها.

عقود من القلق
خسرت أمل الأرض التي ارتبطت بها على مدار عقود، وخاضت وأسرتها معارك قضائية للحفاظ على العقار، ورغم الانتكاسات والانتصارات التي تخللت هذه المعارك فإنها تشعر أن قرار الإخلاء الأخير أكثرها خطرا.

“كل دقيقة أنتفض خوفا منذ وصلنا قرار الإخلاء.. قسمت منزلي لثلاثة منازل تؤويني وثلاثة من أبنائي وأسرهم.. نعيش في غرف ضيقة تحتاج لترميم ونُمنع من ذلك، لكننا صامدون ويمكننا احتمال الأسوأ في سبيل البقاء في منزلنا”.

يعلو صوتها وينخفض أثناء كلامها عن سنوات شبابها التي قضتها متفانية في الحفاظ على منزلها وفي المواظبة على الذهاب مشيا على الأقدام للمسجد الأقصى المبارك، وبينما تستفيض بالشرح تنظر لجدران منزلها وكأنها تودعها ثم تقول: لا، لا، لن أترك منزلي.. أحلم أن أكسب القضية لصالحنا وحينها سأصعد إلى سطح المنزل حاملة علم فلسطين في يميني وراية بيضاء في يساري.. سألوح بهما وأغني “يا دار العز يا دارنا”.

إيذاء المستوطنين
الأحفاد يدخلون إلى المنزل ويخرجون إلى الفناء المطل على المسجد الأقصى، لكن الحفيدة ديالا سمرين (15 عاما) لم تبرح مكانها وهي تستمع باهتمام شديد لكل ما قالته جدتها، وأضافت أن خبر الإخلاء وقع عليها كالصاعقة قبل يومين عندما عادت من مدرستها في البلدة القديمة مشيا على الأقدام للمنزل.

تقول “المستوطنون حولنا لا يتوقفون عن إيذائنا، وفي الليلة التي صدر بها قرار الإخلاء أقاموا احتفالات استمرت حتى ساعات الصباح نكاية بنا، العيش بجوارهم جحيم والإخلاء من المنزل جحيم أيضا، خياران أحلاهما مر”.

والد ديالا أحمد سمرين أوضح للجزيرة نت أن عقار العائلة الذي تنوي الجمعيات الاستيطانية إخلاءه تبلغ مساحته 750 مترا مربعا، يسكنه 15 فردا معظمهم من الأطفال، وأضاف أن العائلة الآن بصدد تقديم استئناف للمحكمة المركزية على قرار الإخلاء، ولن تتقاعس في الدفاع عن حقها بالعقار رغم الأطماع الكبيرة فيه كونه يقع في منتصف المشروع الاستيطاني “مدينة داود” ويقطع تواصله.

ورغم المشاحنات شبه اليومية مع المستوطنين الذين يعيشون حولهم أو مع الذين يدخلون للمشروع الاستيطاني يوميا، فإن أحمد ووالدته وأشقاءه قرروا عدم التنازل عن تقديم الاستئناف ليقينهم من أنهم أصحاب الحق في العقار.

يقول أحمد “يمر المستوطنون ويتعمدون النظر إلى داخل المنزل بشكل استفزازي، ووقعت بيننا وبينهم عدة مشادات كانت نتيجة أحدها حبس شقيقي وتغريمه 30 ألف شيكل، لضربه مستوطنا تعدى عليه لفظيا وتطاول على حقنا في البقاء بمنزلنا”.

غادرنا المنزل بعد بدء تجمع أفراد العائلة في الفناء الخارجي حيث يجتمعون يوميا ويتسامرون في الساحة المطلة على المسجد الأقصى وسور القدس التاريخي، خرجنا من الباب الرئيسي وصوت أمل يصدح وهي تحثّ الأحفاد على إغلاقه خلفنا خوفا من أي اعتداء أو تطاول محتمل من المستوطنين.

المصدر : الجزيرة

وزير القدس يُندد بإقامة بؤرة استيطانية على جبل المنطار

قال وزير شؤون القدس فادي الهدمي إن إقامة بؤرة استيطانية جديدة على جبل المنطار في بادية القدس شرق بلدة السواحرة الشرقية، يأتي في إطار التغول الاحتلالي باستباحة مدينة القدس.

 

وأضاف أن الاحتلال الإسرائيلي يستغل الانحياز الأمريكي له، مؤكدًا عدم شرعية الاستيطان، وأن ارتفاع وتيرة الأعمال الاستيطانية لن تنال من عزيمة وتصميم الشعب الفلسطيني وقيادته على التصدي لكل المخططات الإسرائيلية الرامية إلى فرض سياستها العنصرية والعدوانية.

 

جاء ذلك خلال زيارته التفقدية إلى خيمة الاعتصام في برية السواحرة، حيث التقى خلالها فعاليات وطنية وعشائرية ومحامين.

 

وأشار الهدمي إلى أن الإجراءات الإسرائيلية تتسع وتشتد في هذه الأيام، وخصوصًا بعد القرار الأمريكي الذي شرعنه بالاستيلاء على الأرض من قبل الاحتلال واقامة المستوطنات على الأراضي الفلسطينية.

 

واعتبر أنه “لا يحق لإسرائيل البناء على أي جزء من الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967، بما فيها القدس”.

 

وكان مستوطنون مسلحون اقتحموا المنطقة فجر الأحد الماضي ووضعوا فيها “كرفانات”، ومظلات، وأنابيب مياه، تمهيدًا للاستيلاء عليها، فيما أقام أهالي بلدة السواحرة أمس خيمة اعتصام في المكان، لمواجهة اعتداءات المستوطنين.

فيديو وصور | جمعية الأقصى تنفذ مشروع الأضاحي في مدينة القدس

نفذت جمعية الأقصى ـ اليمن مشروع #الأضاحي للعام 1440هـ – 2019م والذي نفذ تحت شعار ” ضحي لمن ضحى ”  في مدينة القدس المحتلة.

جاء المشروع بهدف توزيع لحوم الأضاحي على الأسر الفقيرة في القدس ، وكذا لتعزيز صمود المقدسيين في القدس والتصدي لمخططات الاحتلال ، ولتنشيط السوق التجاري في القدس وتحريكه من خلال شراء الأضاحي منه.

وياتي مشروع الاضاحي في القدس في ظل ظروف صعبة تمر بها المدينة المقدسة بسبب سياسة التضييق والحصار من قبل المحتل الصهيوني بهدف اخلاء المدينة من سكانها.

جاءت حملة الأضاحي لهذا العام ومحاولات التهويد الحثيثة للمدينة المقدسة ،  والحملة تأتي لزرع الابتسامة في وجوه أبناء الشهداء والأسرى والثكالى والمحتاجين في فلسطين والتخفيف من حجم المعاناة التي يعانيها إخواننا في فلسطين وإدخال السرور والفرحة على المحرومين ,والأيتام في فلسطين و تحقيق مبــدأ التكافل الاجتماعي بين المسلمين..

من جانبهم عبر المستفيدون عن شكرهم للشعب اليمني ووقوفه بجانب اخوانه في فلسطين رغم الظرف الحرج الذي يمر به اليمن ودعوا الله ان يمن على اليمن والقدس بالحرية والسلام.

نفذت الجمعية المشروع في القدس بالتنسيق مع جمعية ميراثنا التركية.

وقد تلقت الجمعية التوثيق الخاص بالمشروع بالصور والفيديو ونعيد نشر مقاطع منه هنا.

 

 

 

 

 

شاهد: