“المنطقة الشرقية في المسجد الأقصى”، تُرى ماذا تعرفون عنها؟.. من أهم ما يجب أن يعرفه المرء أن الاحتلال يمنع دائرة الأوقاف من استخدامها، ويحرص أشد الحرص أن تبقى مهملة بدليل تراكم أكوام الحجارة والأتربة فيها، كما يقف بالمرصاد لأي محاولةٍ للإعمار فيها.
يقول د.ناجح بكيرات مدير أكاديمية الأقصى للدراسات القرآنية لصحيفة “فلسطين”: “يسعى الاحتلال إلى بقاء المنطقة الشرقية على هذه الصورة، حتى يوصل رسالةً للعالم بأن المنطقة مهجورة وأن وزارة الأوقاف هي المسؤولة عن عدم إعمارها؛ كما أن هناك مُخططًا لبناء كنيس”.
ووجه بكيرات رسالة عاجلة للمسؤولين كافة؛ قائلاً: “على “الأوقاف” المُباشرة بشكلٍ فوري في إعمار المنطقة الشرقية قبل فوات الأوان، لأن هذه المنطقة في مرمى استهداف الاحتلال”.
وطالب مدير أكاديمية الأقصى بالتركيز على أمرٍ آخر بالغ الأهمية؛ وهو الضغط على سلطات الاحتلال بفتح مبنى باب الرحمة المغلق بقرار منها، حيث يتم تجديد الحظر كل ستة أشهر، محذراً من الأهداف الخبيثة للإغلاق؛ والتي تستدعي عدم السكوت عن هذا الإجراء التعسفي؛ وفق قوله.
ولا يخفي فخري أبو ذياب من سلوان عضو مجلس أمناء الدفاع عن المسجد الأقصى تخوفه من الانسياق وراء ما يريده الاحتلال من تهميش المنطقة الشرقية.
ويشرح أبو ذياب وجهة نظره؛ قائلاً: “مسار اقتحامات المسجد الأقصى واضح؛ بدءاً من باب المغاربة مروراً من أمام المسجد القبلي والاتجاه شرقاً عند بوابة المصلى المرواني ومن ثم الدخول إلى المنطقة الشرقية والقيام بصلوات تلمودية والتمرغ بالأرض وما يتبعها من طقوس دينية خاصة بالهيكل”.
وتابع الحديث: “السكوت عن هذه التعديات سيتيح للمستوطنين تغولاً أكبر في المنطقة الشرقية؛ وبالتالي السيطرة عليها بذريعة أنها مهجورة وغير مستخدمة، وأرى أن على الجميع التدخل وعدم الانتظار أكثر، فالاحتلال دائماً يتبع أسلوب جس النبض في عملية التهويد والسيطرة، وسلخ المنطقة الشرقية عن جسم ساحات المسجد الأقصى سيتبعه سلخ لكل المناطق لاحقاً”.
ويقول الحارس مراد الدجاني لصحيفة “فلسطين: “خلال حِراستي على أبواب المسجد الأقصى، ينصبّ اهتمام المقتحمين على المنطقة الشرقية فمسارهم ينتهي هناك؛ ومن ثم يعودون للخروج من باب السلسلة بعد المرور من جانب صحن قبة الصخرة المشرفة”.
وأضاف الدجاني: “تكثيف الاقتحامات للمسجد الأقصى نحو الجهة الشرقية التي تعد من ساحات المسجد يعتبر استهدافاً خطيراً للأقصى، وما يروجه الاحتلال في الصحافة العبرية أن المنطقة غير مستخدمة؛ ولذا تُلتقط الصور لها باستمرار لإثبات حجتهم المزيفة، دون أي تطرقٍ منهم إلى منعهم لدائرة الأوقاف من استخدامها أو إعمارها مثل تبليطها وإقامة مرافق فيها”.
فلسطين أونلاين