قال رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين، وعضو اللجنة المكلفة بإدارة شؤون الهيئة في قطاع غزة، عبد الناصر فروانة، أن (1795) حالة اعتقال سُجلت في القدس منذ مطلع العام الجاري ولغاية اليوم، ويشكلون قرابة (38%) من إجمالي حالات الاعتقال التي سُجلت في كافة محافظات الوطن خلال الفترة المستعرضة.
وأضاف: أن تلك الاعتقالات استهدفت أهل القدس وسكانها الفلسطينيين، ذكوراً وإناثاً، صغاراً وكباراً، وأنه ما يزال في سجون ومعتقلات الاحتلال “الإسرائيلي” نحو (650) أسيراً من سكان مدينة القدس وضواحيها بينهم عشرات الأطفال والنساء والفتيات.
وأشار فروانة إلى أن قائمة “عمداء الأسرى” وهو مصطلح يُطلقه الفلسطينيون على من مضى على اعتقالهم أكثر من عشرين عاماً بشكل متواصل، تضم (6) أسرى من القدس، ويعتبر الأسير سمير أبو نعمة المعتقل منذ أكثر من ثلاثين عاماً هو عميد أسرى القدس وأقدمهم، هذا بالإضافة إلى وجود (7) أسرى من القدس ممن تحرروا في صفقة “وفاء الأحرار” وأعيد اعتقالهم، وأعيدت لهم الأحكام السابقة.
وأوضح فروانة، أن الإجراءات “الإسرائيلية” بحق المقدسيين تصاعدت بشكل لافت خلال الأشهر الماضية لاسيما بحق الأطفال، وأن كافة الاعتقالات تتم بشكل يخالف القانون الدولي، وأن الأسرى المقدسيين يعانون كما بقيّة الأسرى الفلسطينيين من قسوة التعذيب والعزل الانفرادي، وسوء ظروف الاعتقال المعيشيّة والصحيّة ووحشيّة تعامل جنود الاحتلال معهم، وفرض الغرامات المالية الباهظة و”الحبس المنزلي” والسعي الدائم لعزلهم عن الآخرين والاستفراد بهم، إضافةً إلى الإهمال الطبّي المتعمّد والحرمان من الزيارات بحجة “المنع الأمني”.
وأكد فروانة على أن أسرى القدس هم في قلب الحركة الأسيرة وركن أساسي من أركانها، وقدموا خلال سني الاحتلال آلاف الأسرى والمعتقلين، وشاركوا بفاعلية في المواجهات مع إدارة السجون، والإضرابات عن الطعام، وساهموا في تطور الحركة الأسيرة، وشكّل العديد منهم قيادات ورموزاً للحركة الوطنية الأسيرة على مدار مسيرتها الطويلة، وأن (17) أسيراً منهم استشهدوا خلف القضبان كان أولهم الشهيد الأسير قاسم أبو عكر عام1969، والتحق به اسحق مراغة وعمر القاسم ومصطفى عكاوي وحسين عبيدات وغيرهم الكثير.
ودعا فروانة إلى تسليط الضوء على معاناة أهلنا في القدس جراء الاعتقالات اليومية والإجراءات التعسفية المرافقة لها وتبعاتها، مع ضرورة تقديم الدعم والإسناد لهم من أجل تعزيز صمودهم وثباتهم، كما دعا إلى ضرورة رعاية المحررين ودعمهم وتوفير مستوى لائق من الحياة الكريمة لهم ولعائلاتهم.