ما زالت إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي تتجاهل مطالب الأسرى الخاصة بشهر رمضان المبارك في انتهاك واضح للقانون الدولي والإنساني، وسط مطالبات بضرورة وقف كافة الإجراءات التعسفية والعقابية التي تمارسها بحق الأسرى الفلسطينيين، والتي من شأنها تعكير أجواء شهر رمضان المبارك داخل السجون.
من جهته، أكد مركز الأسرى للدراسات، في بيان صحفي له اليوم الثلاثاء، أن إدارة سجون الاحتلال رفضت تخصيص مكان للصلاة كما تفعل مع الأسرى اليهود، كما رفضت السماح بإدخال الكتب الإسلامية والمصاحف والتفاسير وكاسيتات القرآن الكريم عبر زيارات الأهل بالعدد المطلوب.
كما رفضت إدارة السجون السماح للأسرى بأداء صلاة التراويح جماعة في الساحات العامة، أو إعداد الطعام بأنفسهم والسماح لهم بمرفق المطابخ وخروج العمال، وتوفير الحصص الغذائية المناسبة وفق الاتفاقيات الدولية، والسماح بالفضائيات العربية، ومطالب طبيعية ذات العلاقة بشهر رمضان.
ويهدف الاحتلال بهذه الإجراءات ينتهك القانون الدولي الإنساني والاتفاقيات الدولية، وخاصة اتفاقية جنيف الثالثة والرابعة المتعلقة بالمادة (86) الخاصة بالشعائر الدينية في السجون والمعتقلات.
وجاءت هذه الإجراءات جاءت متزامنة مع خطوة 450 معتقل إداري، ودخولهم الشهر الرابع على التوالي في مقاطعتهم للمحاكم العسكرية، مطالبًا الصليب الأحمر الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية والمجتمع الدولي بالضغط على الاحتلال للالتزام بالاتفاقيات الدولية، وتعامله مع الأسرى بموجبها في القضايا الدينية لما لهذا الأمر من قدسية وحساسية.
كما أكد مركز أسرى فلسطين للدراسات، في بيان صحفي الأربعاء أن شهر رمضان يأتي هذا العام في ظل أوضاع صعبة نتيجة الهجمة الشرسة بحق الأسرى واستمرار العقوبات التي فرضت عليهم خلال السنوات الماضية.
وأوضح أن هذه العقوبات لا زالت سارية، وتفرض مزيد من التضييق على أوضاعهم المعيشية في كافة السجون، وخاصة بعد الإضراب الذي خاضه مئات الأسرى في نيسان من العام الماضي، والذي استمر 40 يومًا متتالية، مشيرًا إلى أن سلطات الاحتلال وإدارة سجونها لا تراعى حرمة شهر رمضان، وتتعمد خلاله التضييق على الأسرى والتنكيد عليهم عبر عدة إجراءات تعسفية منها تنفيذ عمليات اقتحام وتفتيش مستمرة، بحجة التفتيش الأمني.
وتقوم إدارة سجون الاحتلال، بعزل بعض الأسرى في الزنازين الانفرادية وحرمانهم من ممارسه الشعائر الدينية بشكل جماعي مع بقية الأسرى، ولا تقدم طعام يناسب هذا الشهر، حيث كميات الطعام قليلة وسيئة.
كما تمارس أيضًا سياسة التنقلات بين الأقسام والسجون، وتحرم الأسرى من صلاة التراويح بشكل جماعي في ساحة السجن، إضافة إلى حرمانهم من شراء أو إدخال بعض الأغراض التي يحتاجونها في هذا الشهر.
وما زال الأسرى يعانون من تداعيات العقوبات التي فرضتها إدارة السجون بحقهم بعد الإضراب الأخير العام الماضي، حيث لا يزال المئات منهم محروم من الزيارة، وآخرون معزولون في ظروف قاسية، كما يمنع الاحتلال أهاليهم من إدخال العديد من الأغراض التي تلزم أبنائهم، ولا تتوفر في كنتين السجن، ما يعكر صفو استقبال شهر رمضان.
ويتفرغ الأسرى في رمضان للعبادة، وقراءة القرآن، وقيام الليل، والابتهال إلى الله بالدعاء بتفريج كربهم، والتزاور فيما بينهم، وصناعة الحلويات وغيرها، بينما يتعمد الاحتلال في كل عام التنغيص عليهم في هذا الشهر المبارك وكسر فرحتهم.
وطالب مركز أسرى فلسطين كافة المنظمات الدولية وفى مقدمتها الصليب الأحمر الدولي بمتابعة الأوضاع داخل السجون من خلال الزيارات المكثفة لضمان وقف كل أشكال التنغيص على الأسرى خلال رمضان، ووقف ممارساته الاستفزازية خلال هذا الشهر، داعيًا إلى عدم عرقلة إدخال الحاجات الأساسية التي يحتاجها الأسرى خلال رمضان، مثل التمر وزيت الزيتون، وبعض الحاجيات المطلوبة لعمل الحلوى في رمضان والعيد.
كما دعا المركز أبناء الشعب الفلسطيني وفصائله الوطنية والإسلامية إلى ضرورة زيارة عائلات الأسرى وأبنائهم في هذا الشهر، ورفع معنوياتهم حيث يفتقدون أبنائهم في هذه المناسبات المباركة.
وغدًا الخميس هو أول أيام شهر رمضان المبارك بحسب ما أعلنت دار الإفتاء الفلسطينية.