أصدر الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، الذي عقد مكتبه الدائم اجتماعا في العاصمة العراقية بغداد، بيانا تاريخيا عن مدينة القدس، عاصمة فلسطين.
وجاء في بيان للاتحاد: “لأنها أقرب نقطة بين السماء والأرض، سيرة الأنبياء والأتقياء والتابعين، سرَّة الأمة وغرة الكون، لأنها العناد المقدس ومعراج البهاء وسدرة الحضور الأنقى والأبقى، لأنها القدس، فقد أحلّ هولاكو الجديد واستطالاته المتوحشة في الكيان الصهيوني دمها النبوي، وتوغلوا في ثقافتها العميقة ومقدساتها الراسخة تزويرا واغتيالا وشطبا من خلال استراتيجياتهم الحاسمة وأنفاقهم المعتمة، واستلاب وعيها الثابت لتقديم روايتهم الشوهاء المزيفة، زيف وجود الاحتلال على تراب فلسطين المقاوم”.
وأضاف بيان الاتحاد العام: إن الوعد المشؤوم الذي أطلقه البيت الأسود في استعادة لوعد بلفور وإعادة إنتاج التزييف ذاته والتضليل ذاته والمظلمة ذاتها، لن يمر على فلسطين والأمة، التي لابد لها أن تعود إلى حضورها وعطائها رافضة التمزيق والموت والإلغاء والتشظية، لتعود إلى أولها وأول فلسطين القدس الجوهر الأنقى. إن المقدسيين بصمودهم الأسطوري ومعهم الشعب الفلسطيني من الماء إلى الماء، وبإسناد عمقهم العربي والإنساني وأحرار العالم أثبتوا جدارتهم في مواجهة المخططات السوداء التي تستهدف مدينة الله”.
“وتابع البيان: “ومهما طغت وعلت شروط الصفقة الملغومة والمشؤومة والمدانة وتعالت مشارطها فلن تمنح من لا يملك ما لا يستحق، وهي حقيقة تؤكدها حجارة القدس العتيقة وشوارعها وأزقتها وذاكرتها الحية وثقافتها العميقة”.
وجاءت توصيات الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب لتؤكد على استنفار الأدباء والكتاب والمفكرين العرب وفي العالم لتدوين حكاية القدس لمواجهة رواية النقيض الاحتلالي الزائفة، وعقد المؤتمرات والندوات التي تحمل عنوان “القدس” عربيّا ودوليّا، ومخاطبة وزارات الثقافة العربية لتسمية معارض الكتاب العربية بـ”دورة القدس” وتكون القدس حاضرة في فعاليات كل المعارض، وإنتاج فيلم وثائقي عن القدس لفضح الاعتداءات الاحتلالية على المدينة وتعميم الفيلم على السفارات العربية والعالمية، وتشكيل لجنة إشرافية من الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب لتنظيم مؤتمر القدس يستضيفه اتحاد كتاب عربي كل عام، لتبقى القدس حاضرة في الوجدان الجماعي العربي، والطلب من جميع الدول العربية، من خلال وزارات التربية والتعليم، إدراج القضية الفلسطينية وفي القلب منها مدينة القدس في مناهج التدريس، ويؤكد الاتحاد ضرورة قيام كل الاتحادات الأعضاء لرفع هذا المطلب لحكوماتها والعمل المستمر على تحقيق ذلك، ويحمل عنوان “كتاب القدس والقضية الفلسطينية”، والتأكيد على ضرورة تواصل الاتحاد، والاتحادات القطرية مع اتحادات الكتاب في مختلف دول العالم للحصول على دعمها لكون القدس عاصمة لفلسطين، ودعوة الكتاب والشعراء العرب للمساهمة بالكتابة والتعريف بالقدس شعرا ورواية ونصّا… إلخ، حتى تحافظ على جذوة القضية الفلسطينية متقدة لدى شعوبنا قاعدة ثابتة على طريق تحريرها.