يوم الأرض و مسيرات العودة سد منيع أمام التطبيع مع دولة الاحتلال الصهيوني بل ومع الاحتلال الصهيوني لفلسطين والقدس والأقصى.
أحيي الفلسطينيون يوم الأرض”، بمسيرات “العودة المليونية”، التي دعت إليها القوى والفصائل الفلسطينية ، لتأكيد التمسك بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين ، ضد قرار الرئيس الأميركي الارعن دونالد ترامب بنقل سفارة بلاده إلى القدس المحتلة ، عشية ذكرى “النكبة” القادمة.
أقيمت في أرجاء الوطن المحتل أنشطة وفعاليات ذكرى الثلاثين من آذار (مارس) للعام 1976م، بدءا بالمسيرات الجماهيرية الحاشدة التي أنطلقت في عموم فلسطين المحتلة ، وسط إجراءات أمنية إسرائيلية مشددة لقمع الاحتجاجات الشعبية بالقوة العسكرية العاتية التي انتشرت بكثافة في مختلف مناطق الأراضي المحتلة.
ورفعت “المسيرات” شعار “العودة” ضد مساعي الإدارة الأميركية لشطب قضية اللاجئين الفلسطينيين ، وإسقاط قضية القدس من المفاوضات ، مقابل تأكيد “التمسك بالحقوق الوطنية في إنهاء الاحتلال وتقرير المصير وحق العودة”، للاجئين الفلسطينيين وفق القرار الدولي 194.
وتقاطر الفلسطينيون من عموم الضفة الغربية وقطاع غزة المحتلين، بالتوازي مع الأراضي المحتلة العام 1948م ، كما أمتدت الأنشطة صوب فضاءات العالم لتأكيد التمسك بالأرض ومقاومة الاحتلال ، الذي قضم زهاء 67 % من مساحة الضفة الغربية المحتلة ، لصالح توطين نحو 651 ألف مستوطن ، ضمن 185 مستوطنة.
إن “يوم الأرض يوحد الشعب الفلسطيني داخل الوطن المحتل وخارجه” وتكتسب ذكرى “يوم الأرض” هذا العام بعدا مختلفا ، في ظل السياسة الإسرائيلية الاستيطانية المتواصلة التي أدت إلى تقويض “حل الدولتين”، وقضم المساحة المخصصة لإقامة الدولة الفلسطينية المتصلة فوقها ، بينما أضاف قرار الرئيس ترامب بشأن “الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الإسرائيلي”، تحديا ثقيلا أمام جهود استئناف العملية السياسية ،
فقد حولت “سلطات الاحتلال 40 % من إجمالي مساحة الضفة الغربية إلى “أراضي دولة” لاتمتلاك ملكية التصرف فيها”، بحسب “الجهاز المركزي للإحصاء” الفلسطيني، الذي قدر “حجمها بنحو 2247 ألف دونم”.
بينما “تستغل سلطات الاحتلال أكثر من 85 % من مساحة فلسطين التاريخية ، البالغة حوالي 27 ألف كيلومتر مربع ، حيث لم يتبق للفلسطينيين سوى حوالي 15 % من مساحة الأراضي فقط ، فيما حوالي 48 % من مساحة المستوطنات مقامة على أراض ذات ملكية خاصة للفلسطينيين”.
ويشار إلى أنه منذ العام 1967م؛ تمكنت سلطات الاحتلال ، عبر القتل والتنكيل والعنف ، من “مصادرة نحو أربعة ملايين دونم من أراضي الضفة الغربية ، وهدم نحو 26 ألف منزل فيها بمعدل 500 منزل سنويا”، بحسب دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية.
وبموازاة ذلك؛ أحكم الاحتلال سيطرته على مناطق “ج” التي تشكل حوالي 62 % من مساحة الضفة الغربية، وتتمتع بالإمكانات الطبيعية والاقتصادية والاستثمارية، خلافا لمنطقة “أ” التي حصر السلطة الفلسطينية ضمنها ، وهي تضم مساحة المدن والقرى والمخيمات.
ومضى الاحتلال في نهب الموارد الطبيعية لفلسطين المحتله .
إن يوم الأرض هو تمهيد لإحياء ما سيكون أكيد وأهم من ذلك كله وهو التحرير الكامل من الاحتلال وعودة الفلسطينيين في الشتات إلى بلادهم ، قد لا يكون ذلك اليوم غدا أو بعد غد ولكنه أصبح قريب المنال لا نتكلم من باب التفاؤل بل من يقين و اعتقاد والواقع و التحولات في موازين القوة لصالح المقاومة ، وأن تساقطت الأقنعة في التطبيع مع دولة الاحتلال الصهيوني هو بحد ذاته نصر للشعب الفلسطيني المجاهد ومقاومته الباسلة الصامدة الصابرة الواثقة بوعد الله لأن الله لا يخلف وعده ووعده حق ، ان المطبعين العرب مع دولة الاحتلال الصهيوني يلحقهم العار و الخزي في الدنيا والآخرة ويشهد عليهم التاريخ ، أما أحرار العرب و المسلمين والعالم حكام وشعوب الواقفين امام دولة الاحتلال الصهيوني ومناصرين للشعب الفلسطيني يكفيهم فخرا انهم مع الحق ونصرة للمظلومين ، أما الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة يقولون للمطبيعين العرب إنكم ترونه بعيدا النصر ونراه قريب لنا الفخر والاعتزاز والأجر ولكم الخزي والعار والعقاب .
الله غالب
* إبراهيم إبراهيم عبدالله شريف
رئيس فرع جمعية الأقصى ـ اب