أكدت شخصيات فلسطينية اعتبارية أن الاحتلال ماضٍ في ممارساته التهويدية لمدينة القدس والمسجد الأقصى، وأن الحاجة تدعو إلى خطة لدعم صمود المقدسيين وإسنادهم في الدفاع عن القدس ومسجدها المبارك.
جاء ذلك، في مؤتمر صحفي عقدته هذه الشخصيات في القدس المحتلة اليوم، شارك فيه كل من رئيس لجنة القدس في القائمة العربية المشتركة الدكتور أحمد الطيبي، وعضو الكنيست من نفس القائمة طالب أبو عرار، ورئيس أكاديمية الأقصى للوقف والتراث الدكتور ناجح بكيرات، وممثل منظمة التعاون الإسلامي لدى فلسطين أحمد الرويضي.
وفي كلمته، أكد د. الطيبي: “إن ما يحدث في القدس هو هجمة على المدينة برمتها، وليس على الأقصى وحده، وأن الممارسات “الإسرائيلية” تحدث ضمن خطة عنوانها “تهويد القدس، وتقسيم المسجد الأقصى زمانا ومكانا”.
ولفت الطيبي إلى أن إنكار الاحتلال حقيقة ممارساته “محاولة لتضليل المجتمع الدولي”، مؤكدًا أن “نتنياهو يفعل ذلك نظرًا لشعوره بأنه يستطيع، وذلك بسبب أمرين؛ حالة الوهن والضعف في العالم العربي من جهة، واعتماده على الإدارة الأمريكية الجديدة من جهة ثانية”.
من جانبه، انتقد د. بكيرات عدم التخطيط المتناسق والكامل خلال السنوات الماضية ما بين الجهد الشعبي والرسمي، وقال: “يبدو أننا عندما خططنا جيدا، نجحنا في الوقوف أمام عنجهية نتنياهو”، داعيا لـ”إطلاق خطة مقدسية فلسطينية عربية إسلامية واضحة وممنهجة لمقاومة وإفشال الاقتحامات والانتهاكات”.
أمّا الرويضي فأكد رفضه المطلق اقتحام الاحتلال للأقصى، كما أكد رفضه مشاركة أي طرف بالسيادة على الأقصى.
وعد الرويضي أن اقتحام نواب في برلمان الاحتلال للأقصى “رسالة سياسية يُعيد من خلالها نتنياهو تسخين الأوضاع في المسجد الأقصى”.
وقال: “نتنياهو لم يفهم بعد الرسالة المقدسية التي أعقبت 14 تموز، وفرض إغلاق المسجد الأقصى ومنع الأوقاف من أداء عملها ودورها، واستمر المنع حتى 28 تموز”.
وانتهى المؤتمر الصحفي بتوصيات أهمها: أنه لا يمكن أن تهوّد القدس، ولا يمكن أن يقسم الأقصى زمانًا ولا مكانًا، وأن الدور المقدسي الشعبي أثبت نجاعته ونجاحه، ويجب المحافظة عليه، كما أن المسجد الأقصى حق خالص للمسلمين ولا يقبل القسمة على اثنين، ولا بد من رفض جميع الاقتحامات على جميع المستويات فردية وجماعية.
كما أوصى المتحدثون بالتأكيد بأهمية إدراك الجميع بأن نتنياهو يُريد أن يحوّل صراعه وملفات فساده، على المسجد الأقصى والمقدسيين، “إلّا أنه واهم جدًّا، وأن ما يقوم به اليوم هو محاولة لإعادة هيبته أمام حكومته وشعبه”.
ودعا المشاركون في المؤتمر الهيئات العربية والإسلامية إلى تحمّل مسؤولياتها تجاه القدس والمسجد الأقصى، وأن لا يتركوا المقدسي منفرداً في هذا الصراع؛ فمشروع المسجد الأقصى هو مشروع أمة، كما دعوا إلى تفعيل دور الأردن خوفاً من ضياع الوصاية الهاشمية على المسجد الأقصى.