يستمر الاحتلال الإسرائيلي في اعتداءاته على المسجد الأقصى المبارك ومصليه ومرابطيه ورموزه، فلم يسلم أحدٌ من اعتقالاته وملاحقاته وابعاده، فيما لا يزال شيخ الأقصى الشيخ رائد صلاح معتقلًا في سجون الاحتلال الذي يسعى إلى إبعاد جميع رموز الأقصى عن المشهد.
ووسط هذا الجو العنصري، تتوالى الاحتجاجات في العالم أجمع رفضًا للإساءة لنبي الرحمة ورسول الله محمد عليه الصلاة والسلام، فكان الأقصى على موعد لتجديد العهد والولاء والانتماء مع سيد العالمين ونبي الهدى محمد عليه السلام، حيث امتلأت ساحات الأقصى بالمصلين الذين جاءوا من كل حدب وصوب لنصرة رسول الله والتعبير عن حبهم للنبي محمد ورفض الإساءة إليه.
اقتحامات واعتقالات لرموز الأقصى
مساء الخميس، اقتحمت قوات الاحتلال منزل رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري في حي الصوانة بمدينة القدس المحتلة. وحذرت مخابرات الاحتلال الشيخ صبري من ما أسمته “التحريض” و”الإخلال بالنظام” خلال خطبة الجمعة بالمسجد الأقصى.
ويعتبر الشيخ عكرمة صبري الذي بات يعرف بأمين المنبر، من أبرز علماء القدس وفلسطين الذين يدافعون عن الأقصى المبارك ويتصدون للاحتلال الإسرائيلي ومشاريعه التهويدية والاستيطانية في القدس والمسجد الأقصى.
وفي السياق، حذرت الحركة الإسلامية في بيت المقدس الاحتلال الإسرائيلي من عواقب الاعتداء على العلماء والمرجعيات الدينية والوطنية في القدس، مؤكدةً وقوفها ودعمها للشيخ عكرمة صبري، كما دعت الحركة شرفاء الأمة العربية والإسلامية الى الوقوف إلى جانب أهل القدس وإسنادهم في رباطهم ودفاعهم عن مسرى نبيهم.
وطالبت الحركة الإسلامية المواطنين في القدس وعموم فلسطين إلى إعادة إطلاق مبادرة الفجر العظيم إحياء لمساجدنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم. وأكدت أن زيارة المطبعين للمسجد الأقصى المبارك ينطبق عليه ما ينطبق على دخول قطعان المتطرفين من المحتلين، وليس لهم سوى الطرد لأنهم وصلوا تحت حراب الاحتلال.
وصباح يوم الأربعاء، اعتقلت قوات الاحتلال نائب مدير عام الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة الشيخ ناجح بكيرات، بعد دهم وتفتيش مكان عمله في مديرية التعليم الشرعي والوعظ والإرشاد قرب المسجد الأقصى من جهة باب السلسلة، ثم أعادت الإفراج عنه بعد أن سلّمته قرارًا بالإبعاد عن المسجد لمدة أسبوع، وقرارًا بمراجعة مخابرات الاحتلال بعد تلك المدة.
من جهته، استنكر مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في القدس، في بيان له اقتحام سلطات الاحتلال مكاتب دائرة الأوقاف الإسلامية واعتقال فضيلة الشيخ ناجح بكيرات، معتبرًا ذلك سابقة خطيرة تحمل في طياتها خطورة توجهات الاحتلال ومخططاته في استهداف الوجود الراسخ والفاعل لدائرة الأوقاف الإسلامية.
وفي مسار ملاحقة المرابطين والمصلين، اعتقلت قوات الاحتلال، مساء الخميس، الناشطة والمرابطة المقدسية رائدة سعيد الخليلي أثناء خروجها من المسجد الأقصى المبارك.
وتعمل المرابطة رائدة الخليلي على توثيق انتهاكات الاحتلال والمستوطنين بحق المسجد الأقصى المبارك، وتحاول سلطات الاحتلال ابعادها عن المسجد لفترات طويلة وبشكل متجدد.
وتعرضت المرابطة رائدة للاعتقال من قبل قوات الاحتلال سبع مرات أثناء خروجها من أبواب المسجد الأقصى، والتحقيق معها ساعتين على الأقل في كل مرة، حيث يتم اختراع وتلفيق أي تهمة لها، وصولا إلى إبعادها.
كما اعتقلت قوات الاحتلال، مساء اليوم نفسه، الشاب جهاد قوس نجل رئيس نادي الأسير في القدس ناصر قوس، وحوّلته إلى مركز تابع لها في المدينة للتحقيق معه. هذا وأفرجت سلطات الاحتلال، ليلة الأربعاء، عن الفتاة أسيل عيد بشرط إبعادها عن المسجد الأقصى لمدة أسبوع.
وفي مسار الاقتحامات التي أضحت بشكل يومي، تواصل الجماعات اليهودية حشد عناصرها وأنصارها لاقتحام الأقصى المبارك، وترأس عدد من حاخامات اليهود اقتحامات الأقصى بحماية شرطة الاحتلال، من بينهم المتطرف “يهودا غليك” والمتطرف “تومي نيساني” المدير التنفيذي لمؤسسة “تراث جبل المعبد”، الذي قرأ بيانًا طالب فيه طرد دائرة الأوقاف الإسلامية من الأقصى، وصوّر المستوطنون الذين رافقوا نيساني قراءته للبيان، وبثوه مباشرة على صفحات “منظمات المعبد” على وسائل التواصل.
كما اقتحم عدد من جنود الاحتلال بصورة استفزازية مصلى باب الرحمة في الجهة الشرقية داخل المسجد الأقصى المبارك مرتين خلال الأسبوع الماضي وصوّروه من الداخل والخارج. واقتحم الجنود يوم الأربعاء الماضي المصلى بأحذيتهم، بقصد الإساءة لمشاعر المسلمين.
وسط هذه الاعتداءات المستمرة والمتواصلة يبقى صوت الأقصى شامخًا وتبقى جماهير القدس حاضرة في كل مرحلة لصد اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه الذين يسعون لتغييب الهوية الإسلامية العربية عن المسجد الأقصى المبارك وكافة المقدسات الإسلامية والمسيحية والمعالم العربية في المدينة المحتلة.
إعداد وسام محمد
نقلا عن موقع مدينة القدس