“أوتشا”: 800 عائلة فلسطينية مهددة بالإخلاء القسري في القدس

كشف مكتب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بالقدس المحتلة (أوتشا) أن أكثر من ثمانمائة عائلة فلسطينية يتهددها الإجلاء القسري عن منازلها لصالح جمعيات استيطانية يهودية.

وقال بيان المكتب الأممي إن المحاكم الإسرائيلية تنظر في قضايا رفعها مستوطنون ضد مئات العائلات الفلسطينية، تطالب بإجلائهم عن منازلهم وتسليمها للمستوطنين، بذريعة ملكية عائلات من المستوطنين لهذه المنازل.

ولفت التقرير إلى أن خطر الإجلاء القسري بات يهدد عشرات العائلات الفلسطينية، بعد حكم محكمة إسرائيلية لصالح منظمة استيطانية بإخلاء منزل عائلة فلسطينية في حي الشيخ جراح في القدس المحتلة تدعي جهات استيطانية ملكيته.

وقال التقرير إن نحو 3500 مستوطن يقيمون حاليا في قلب الأحياء الفلسطينية في القدس الشرقية المحتلة، بعد أن وضعوا أياديهم على منازل وعقارات الفلسطينيين بدعم من السلطات الإسرائيلية.

وكان عشرات الفلسطينيين وأنصار حركة “السلام الآن” الإسرائيلية قد تظاهروا في حي الشيخ جراح تضامنا مع عائلات مقدسية تنوي سلطات الاحتلال ترحيل أفرادها من بيوتهم بحلول موعد أقصاه منتصف الأسبوع المقبل.

وخسرت خمس عائلات فلسطينية من الحي نفسه دعاوى قضائية تتعلق بإثبات حقها في ملكية منازلها نهاية العام الماضي لصالح جمعيات استيطانية، وصدر قرار بإخلاء المنازل بحلول الثالث والعشرين من الشهر الجاري.

وكانت جمعيات استيطانية قد استولت في السنوات الأخيرة على عشرات العقارات في حي الشيخ جراح لصالح مجموعات من المستوطنين بعد أن أقرت محكمة إسرائيلية بأن الأرض المقامة عليها كانت بملكية يهودية في عام 1948.

وفي سياق متصل، قال مكتب “أوتشا” إنه خلال الأسبوعين الأولين من الشهر الحالي هدمت السلطات الإسرائيلية 13 مبنى للفلسطينيين بمبرر الافتقار إلى رخص البناء، وأدى القرار إلى تهجير عشرة فلسطينيين وإلحاق الضرر بنحو مئة آخرين.

وطال الهدم مباني في المنطقة “ج” في الخليل بالضفة الغربية وفي جنين وقريتي قلنديا وبيت إكسا قرب القدس، وجبل المكبر المطل على القدس.

“القدس الدولية” تصدر ورقة بحثية بعنوان “تجمّع الخان الأحمر في مواجهة التّهجير”

أصدرت مؤسسة القدس الدولية في العاصمة اللبنانية بيروت ورقة بحثية تحت عنوان “تجمّع الخان الأحمر شرق القدس في مواجهة التّهجير”.

وتتناول الورقة مجريات الأحداث في التجمع وأطماع الاحتلال “الإسرائيلي” في تهجير أبناءه بهدف ربط الكتل الاستيطانية في الضفة الغربية بالقدس المحتلّة وفصل شمال الضفة عن جنوبها.

وقالت: “تتلاحق التّطورات في الخان الأحمر كواحد من التّجمعات البدوية التي يستهدفها الاحتلال بالهدم والترحيل في الضفة، ففي 4/7/2018، اقتحمت قوات الاحتلال التجمع بهدف هدمه، ثم أعلنته منطقة عسكرية مغلقة بعد الاعتداء على أهله الذين تصدوا للقوات وتظاهروا ضد قرار هدم التجمّع”.

وبينت أن قوات الاحتلال عمدت في 8/7، إلى تركيب بيوت متحرّكة (كرفانات) بالقرب من أبو ديس بعدما كان جيش الاحتلال أعلن “الخان الأحمر” منطقة عسكرية مغلقة ومنع الدخول إليها.

وأشارت إلى قرار المحكمة العليا في 9/7/2018، والذي قرّرت بموجبه تجميد قرار الهدم بناء على التماس قدّمه محامو الأهالي مدعومًا بمستندات جديدة تثبت أن الأراضي التي أقيمت عليها القرى في مطلع خمسينيات القرن الماضي هي أراضٍ بملكية فلسطينية خاصة ومسجلة، أُجِّرت للسكان البدو، وليست أراضي عامّة.

بالإضافة إلى أنّ إجلاء السكان يعدّ مخالفًا للقانون الدولي الذي يمنع التهجير القسري، وأمهلت المحكمة الحكومة حتى 16/7/2018 للردّ على الالتماس

وأكدت الورقة أن المحكمة العليا صادقت في 24/5/2018 على قرار هدم الخان الأحمر، وقالت في قرارها إنها لا تجد سببًا كي تتدخّل في قرار وزير جيش الاحتلال لتنفيذ أوامر الهدم الصّادرة ضد الخان الأحمر، وقد بنيت القرية من دون ترخيص فيما سيُنقل السكّان إلى مكان آخر.

وأوضحت أن الخان الأحمر هو أحد التّجمّعات البدوية المستهدفة بالتهجير في المنطقة (ج) من الضفة الغربية وهي تخضع لسيطرة الاحتلال الأمنية والإداريّة، ويقع شمال شرق القدس على بعد 15 كم منها، ويؤوي التجمع 50 عائلة بدوية من عشيرة الجهالين، تضمّ حوالي 180 شخصًا.

وبينت أن أهالي التجمع قد استقروا في الخان عام 1953 بعد أن هجرهم جيش الاحتلال من النقب. مؤكدة أن التّجمّع جزء من المنطقة المستهدفة بالمشروع الاستيطاني المعروف بـ “”E1، الذي يهدف إلى ربط الكتل الاستيطانية في الضفة بالقدس، بالتّوازي مع فصل شمال الضفة عن جنوبها.

وأكدت أن الخان يفتقر إلى الخدمات الأساسية كالطرقات والكهرباء ونظام الصرف الصّحي، وغيرها من الخدمات.

ووفق جمعية “بتسيلم” الحقوقية، فإنّ سلطات الاحتلال ترفض ربط التجمّع بشبكة الكهرباء والمياه والصّرف الصحي والطرق، وتمنع بناء المنازل والمباني العامّة، وتقلّص مساحات المراعي، بما يجبر أهل التّجمّع على مغادرته، طوعًا أو كرهًا.

وقالت مؤسسة القدس: “ما بين محاكم الاحتلال وأحكامها، وسعي السلطات “الإسرائيليّة” إلى تهجير الخان الأحمر يقف أهله ومعهم بعض المتضامنين في وجه هذه المحاولات لمنع تنفيذها، ويمعن الاحتلال في محاولة كسر الصّمود البدوي وفرط عقد التضامن مع أهالي الخان، بالاعتقالات وبمنع المتضامنين من الوصول إلى التجمّع”.

ورأت أن الضغط الأوروبي قد يفلح في دفع المحكمة العليا إلى الحكم بتجميد قرار الهدم، وكذلك خوف الاحتلال من استمرار التّظاهرات في الخان الأحمر واكتسابها المزيد من الزخم، ما يجعل الأرضية خصبة لعودة العمليات خصوصًا في ظلّ اعتداءات الاحتلال المتصاعدة على المسجد الأقصى، وهذا قد يدفع الاحتلال إلى التّراجع قليلًا استعدادًا لجولة جديدة من المعركة.

35 إصابة و8 معتقلين .. “الخان الأحمر” تحت مقصلة الاحتلال

أُصيب 35 مواطنًا فلسطينيًّا خلال قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، للمتضامنين مع سكان تجمع “الخان الأحمر” البدوي شرقي مدينة القدس المحتلة، والمهدد بالهدم في أية لحظة.

وأفادت جمعية “الهلال الأحمر الفلسطيني”، بأن طواقمها تعاملت مع 35 مُصابًا خلال قمع قوات الاحتلال المتضامنين مع سكان تجمع الخان الأحمر ظهر اليوم.

وأضافت أن أربعة مصابين نُقلوا إلى عدّة مشافٍ فلسطينية، في حين تم التعامل مع باقي الإصابات ميدانيًا.

وأوضحت مصادر صحفية أن قوات الاحتلال اعتقلت خلال عملية القمع، 8 مواطنين فلسطينيين، منهم فتاة من التجمع سحلت وخلع حجابها واعتقالت “بشكل عنيف”.

وتابعت المصادر: “القوات الإسرائيلية اعتدت على المتضامنين السلميين بالضرب المُبرح والدّفع، خلال محاولتهم التصدي لعملية شق طريق من قبل جرافة إسرائيلية، تمهيدًا لإدخال عدد آخر من الآليان وبدء عملية الهدم”.

وأشارت إلى أن الفلسطينيين تصدّوا في بادئ الأمر لعملية التجريف، ووقفوا أمام الجرافة، إلّا أن القوات الإسرائيلية تقدّمت نحو التجمع وشرعت بقمع المتضامنين، وقامت بتفريقهم بالقوة.

ويعيش أكثر من 180 فلسطينيًّا في تجمع الخان الأحمر، الذي قررت المحكمة الإسرائيلية العليا هدمه في أيار/ مايو الماضي، بحجة أنه بني دون الحصول على التراخيص اللازمة.

ويعد “الخان الأحمر” واحدًا من 46 تجمعًا بدويًا فلسطينيًا في الضفة الغربية يواجه خطر الترحيل القسري بسبب خطط إعادة التوطين الإسرائيلية، وجراء الضغوط التي تمارس على المقيمين فيها كي يغادروها.

وتقع هذه التجمعات ضمن “المنطقة ج” بموجب اتفاقات أوسلو، التي وقعتها سلطات الاحتلال ومنظمة التحرير الفلسطينية في 1993.

أبرز محطات تهويد القدس خلال عام 2017

  • احتفلت أذرع الاحتلال بالذكرى الـ 50 على احتلال كامل القدس، عبر فعاليات وعروض فنية ضخمة، ورفع عشرات الأعلام الإسرائيلية في القدس المحتلة.
  • رفع الاحتلال علمًا إسرائيليًا ضخمًا (180 م2) في 23/5/2017 على سارية “تل الذخيرة”، حيث وقعت المعركة الأشرس خلال احتلال القدس.
  • خلال مهرجان “كان” السينمائي، ارتدت وزيرة الثقافة في حكومة الاحتلال ميري ريغف، فستانًا نقشت على أطرافه صورة أسوار القدس وقبة الصخرة وحائط البراق.
  • عقدت حكومة الاحتلال جلسة خاصة في 28/5/2017، في أحد الأنفاق يبعد من الأقصى نحو 20 مترًا، وصدر عن الجلسة عدد من القرارات التهويدية.
  • بحسب منظمة “هيومن رايتس ووتش” يسكن 90 ألف فلسطيني في الشطر الشرقي من القدس المحتلة في منازل مبنية دون تصريح، ومهددة بالهدم.
  • كشفت تقارير بأن ثلث تلاميذ المدارس العربيّة في التعليم الرسميّ يتسربون من مقاعد الدراسة، ووصلوا لعام 2017 إلى نحو 1300 تلميذ.
  • أغلقت قوات الاحتلال المسجد الأقصى لثلاثة أيام من 14-16/7/2017، بعد عملية الشبان الجارين، وأمام الصمود المقدسي في هبة باب الأسباط، أُجبر الاحتلال على التراجع عن جميع اعتداءاته وأزال البوابات الإلكترونية والجسور الحديديّة في 27/7/2017.
  • أعلنت سلطات الاحتلال عن إنشاء وحدة شرطة جديدة متخصصة في المسجد الأقصى، ستتشكّل من 100 شرطي، و 100 آخرين ينضمون عام 2018. بالإضافة لزيادة عديد شرطته في القدس بـ 525 شرطيًا، وإقامة 15 مركزًا جديدًا في المدينة.
  • التفافًا على انتصار هبة باب الأسباط، عملت شرطة الاحتلال وابتداءً من 7/11/2017 على تركيب كاميرات “ذكية” على مداخل الأقصى، والتي ستصل إلى 40 كاميرا.
  • سمحت سلطات الاحتلال بالاقتحامات السياسية ليومٍ واحد فقط، في 29/8/2017 حيث اقتحم عضوا الـ”كنيست” المتطرف يهودا غليك وشولي روفائلي الأقصى برفقة عشرات المستوطنين.
  • اقتحم الأقصى خلال 2017 نحو 28189 مستوطنًا يهوديًا وعنصرًا أمنيًا تابعًا للاحتلال.
  • تصل المشاريع التي يعرقل تنفيذها الاحتلال في الأقصى إلى نحو 30 مشروعًا.
  • الكشف عن تسريب الكنيسة الأرذوذكسية –اليونانية- في القدس المحتلة فندقي البتراء والإمبريـال و22 محلًا تجاريًّا، في ميدان عمر بن الخطاب عند باب الخليل.
  • الكشف عن تسريب قطعة أرض في الشيخ جراح بالقدس المحتلة، لشركة أجنبية مرتبطة بشركات استيطاني، تزيد مساحة الأرض على 685 مترًا مربعًا.
  • يعمل الاحتلال على إقرار مشروع قانون “القدس الكبرى”، الذي يسمح بإخراج نحو 100 ألف فلسطيني، وضم 140 ألف مستوطن إلى القدس المحتلة.
  • أعلن ترمب اعتراف الولايات المتحدة بالقدس “عاصمة” لدولة الاحتلال في 6/12/2017، وأعلن نقله لسفارة بلاده من “تل أبيب” إلى القدس.
  • صدر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارٌ في 21/12/2017، يرفض اعتراف ترامب بالقدس “عاصمة” للاحتلال.
  • بلغت الحفريات أسفل وفي محيط الأقصى نحو 64 حفرية.
  • قدمت وزيرة الثقافة والرياضة في حكومة الاحتلال خطةً لرصد فائض الميزانية البالغ نحو 250 مليون شيكل (70 مليون دولار أمريكي)، لأعمال الحفر والتنقيب عن “المعبد”، في منطقة المسجد الأقصى والبلدة القديمة.
  • افتتحت أذرع الاحتلال كنيسًا يهوديّا فخمًا في 19/12/2017 أسفل حائط البراق، مقابل ما يسمى “الحجر الكبير” في حفريات حائط البراق.
  • بدأ الاحتلال تنفيذ خطة كبيرة لتهويد منطقة باب العمود في 20/12/2017، وتتضمن تغيير معالم المنطقة وزرع مسارات وأبراج مراقبة.

 

إدارة الأبحاث والمعلومات

مؤسسة القدس الدولية

كيف تطهر “إسرائيل” القدس الكبرى من الفلسطينيين؟

تناول الصحفي البريطاني جوناثان كوك في مقال له، ما أطلق عليه “تطهيرا عرقيا” تقوم به “إسرائيل” في القدس المحتلة دون اللجوء إلى المدافع، حيث تأمل في التخلص من ثلث سكان القدس من الفلسطينيين من خلال التشريعات وحدها.

ونقل كوك في مقال له بعنوان “كيف تطهر إسرائيل القدس الكبرى من الفلسطينيين؟” نشره في موقع “ميدل إيست آي”، عن منظمات حقوقية دولية وشخصيات سياسية، معلومات تظهر خطوات “إسرائيل” في تهويد القدس.

وفيما يلي نص المقال كاملا: حذرت منظمات تعمل في الدفاع عن حقوق الإنسان من أن “إسرائيل” تضع اللمسات الأخيرة على قدس يهودية كبرى تتطلب “تطهيرا عرقيا” لعشرات الآلاف من الفلسطينيين من مدينة عاشت فيها عائلاتهم وعملت لأجيال متعاقبة.

تسارعت خطى التغييرات المكانية والسكانية داخل المدينة منذ أن بدأت “إسرائيل” في إنشاء حاجز من الحديد والخرسانة يمر عبر الأحياء الفلسطينية في المدينة قبل أكثر من عقد، بحسب ما يقوله باحثون فلسطينيون ومنظمات حقوقية.

ويشير هؤلاء إلى أن “إسرائيل” تستعد لترسيخ هذه التغييرات وتحويلها إلى وضع دائم من خلال تشريعات قانونية، وقد تم إعداد مسودتي قانون تحظيان بدعم واسع في أوساط وزراء الحكومة لترسيم حدود مدينة القدس القادمة.

تهدف إحدى المسودتين إلى ضم ما يقرب من مائة وخمسين ألف يهودي يعيشون في مستوطنات الضفة الغربية غير القانونية المحيطة بالقدس إليها. إضافة إلى أن ذلك سيزيد من تعداد السكان اليهود في المدينة، سوف يمنح القانون هؤلاء المستوطنين الإضافيين حق التصويت في انتخابات بلدية القدس، الأمر الذي سيدفع بها نحو مزيد من التوجه اليميني.

وأما مشروع القانون الثاني فسوف يحرم ما يقرب من مائة ألف فلسطيني يعيشون في الجانب “الخطأ” من الحاجز من حقوقهم. سوف يُلحق هؤلاء بمجالس محلية منفصلة خاصة بالفلسطينيين فقط، فيما يخشى المراقبون أنه سيشكل مقدمة لتجريدهم من حق الإقامة وحظر القدس عليهم.

في هذه الأثناء، تتكثف الضغوط التي تمارس على الفلسطينيين داخل الجدار لحملهم على المغادرة، وتأخذ هذه الضغوط صورة مجموعة متشابكة من السياسات “الإسرائيلية” شديدة القسوة مثل الاعتقال في وقت متأخر من الليل، هدم المنازل والحرمان من الخدمات الأساسية.

صممت هذه الإجراءات لاستباق أي جهود سلام مستقبلية، والغرض منها إحباط طموحات الفلسطينيين في إقامة دولة تكون القدس الشرقية عاصمة لها، كما يقول أفيف تارتاسكي، الباحث الميداني في مجموعة “إسرائيلية” اسمها “إر أميم” تُعنى بالمطالبة بمعاملة منصفة للفلسطينيين داخل القدس.

قال تارتاسكي في حديث لموقع “ميدل إيست آي”: “ما يجري في أرض الواقع هو تطهير عرقي دون اللجوء إلى المدافع، حيث تأمل “إسرائيل” في التخلص من ثلث سكان القدس من الفلسطينيين من خلال التشريعات وحدها”.

تعود مخاوف “إسرائيل السكانية” إلى العام 1967 عندما احتلت القدس الشرقية وضمتها، مضيفة بذلك كماً سكانياً فلسطينياً ضخماً إلى سكان القدس الغربية من اليهود. كما قامت بتوسيع الحدود البلدية للمدينة كوسيلة غير معلنة لضم المزيد من أراضي الضفة الغربية.

كانت “إسرائيل “بادئ ذي بدء قد حددت للفلسطينيين نسبة لا تتجاوز ثلاثين في المائة مقابل سبعين في المائة لليهود داخل ما أطلقت عليه وصف “العاصمة الموحدة والأبدية” لـ”إسرائيل”، ولكنها ما فتئت تخسر معركة الحفاظ على هذه النسبة منذ ذلك الوقت. فمعدلات الولادة العالية لدى الفلسطينيين تعني أنه يوجد اليوم ما يزيد عن 315 ألف فلسطيني في القدس الشرقية، أي ما يعادل أربعين بالمائة من إجمالي عدد السكان في المدينة. وتشير التوقعات المستقبلية إلى أن الفلسطينيين يمكن أن يشكلوا أغلبية السكان خلال عقد من الزمن.

وعلى الرغم من أن قلة قليلة من الفلسطينيين في القدس يحملون – أو سُمح لهم – بحمل الجنسية “الإسرائيلية”، وكلهم تقريباً لا يشاركون في الانتخابات البلدية، إلا أن “إسرائيل” تتخوف من أن يؤدي تنامي وزنهم السكاني إلى إضفاء صعوبات بالغة على حكمها للمدينة.

في تصريح لموقع “ميدل إيست آي”، قال الأكاديمي الفلسطيني المقدسي مهدي عبد الهادي: “ما يوجد لدينا في القدس هو أن نظاما للتمييز العنصري (أبارتيد) يجري تشكيله. فالسياسات “الإسرائيلية” تمليها اعتبارات سكانية وقد أوجد ذلك هوة سحيقة بين المجتمعين بينما يتعرض الفلسطينيون للاختناق”.

وقد أدى الخوف من فقدان القدس سكانيا إلى تحفيز بعض القادة السياسيين والأمنيين في العام الماضي إلى تدشين حملة على أعلى المستويات تحت عنوان “أنقذوا القدس اليهودية”. وخشية من أن يشكل الفلسطينيون قريبا أغلبية السكان، وقد يختارون حينها التصويت في الانتخابات البلدية، فقد حذرت الحملة السكان اليهود بأنهم قد “يصحون يوما ليجدوا عمدة فلسطينيا في القدس”.

وعلى مدى العام الماضي، دفع وزراء الحكومة بقوة، بما في ذلك وزير التعليم نفتالي بينيت، باتجاه ضم معالي أدوميم، وهي مستوطنة ضخمة من مستوطنات الضفة الغربية تقع خارج القدس مباشرة، ويبدو أن جهودهم توشك أن تتكلل بالنجاح.

ففي أواخر الشهر الماضي كان من المفروض أن تقر لجنة وزارية مشروع قانون “القدس الكبرى”، وهي تشريع يهدف إلى توسيع حدود بلدية القدس بحيث تشمل معالي أدوميم وعددا آخر من المستوطنات الكبيرة في الضفة الغربية، وقد حاز التشريع على دعم رئيس الوزراء نتنياهو.

حينها ستُضم هذه المستوطنات بشكل كامل، محتفظة بأسمائها فقط، وسيصبح بإمكان سكانها البالغ عددهم مائة وخمسين ألفاً التصويت في الانتخابات البلدية.

قال وزير النقل والمخابرات يزرائيل كاتز، الذي ساعد في إعداد مشروع القانون، إن الهدف منه هو “حماية الأغلبية اليهودية” داخل المدينة. ولقد أظهر استطلاع للرأي أجري مؤخراً أن ثمانية وخمسين في المائة من اليهود “الإسرائيليين” يدعمون الخطة.

ولكن رضوخا لضغوط مورست عليه من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرر نتنياهو وضع مشروع القانون مؤقتاً على نار هادئة. وقيل إن واشنطن قلقة من أن التشريع سوف يحبط المبادرة التي توشك أن تكشف النقاب عنها.

وتخشى منظمة “إر أميم” أن يتم إحياء التشريع عندما تتبدد الضغوط، وحذرت في ورقة بحثية نشرتها الأسبوع الماضي من أن التشريع كان “أول تحرك تشريعي منذ ضم القدس الشرقية في عام 1967 بهدف إجراء ضم بحكم الأمر الواقع لمناطق تقع في الضفة الغربية إلى “إسرائيل”.

يقول تارتاسكي إنه بعد عقود من زرع المستوطنين اليهود في وسط الفلسطينيين للحد من تطورهم ونموهم، ها هي إسرائيل تبدأ العملية الشاقة التي تستهدف الفصل بين التجمعات السكانية الفلسطينية واليهودية.

اجتاحت القوات “الإسرائيلية” يوم الجمعة الماضي قرية جبل البابا البدوية وأصدرت مذكرات “إخلاء” بحق سكانها البالغ عددهم ثلاثمائة. وكان الجيش الإسرائيلي في شهر آب/أغسطس قد هدم مدرسة الحضانة التابعة للقرية.

يذكر أن قرية جبل الباب تقع في المنتصف ما بين القدس الشرقية ومستوطنة معالي أدوميم.

يقول تارتاسكي: “تشكل هذه التجمعات السكانية الفلسطينية خارج القدس شوكة في حلق “إسرائيل”، التي تسعى لأن تحيل حياتهم إلى جحيم حتى تجبرهم على المغادرة، وبذلك يتسنى لها إخلاء المنطقة الواقعة بين القدس والمستوطنات وخلق حالة من التواصل فيما بينها”.

تأتي الغارة على قرية جبل البابا مباشرة بعد أن أخطرت “إسرائيل” المئات من سكان قرية الولجة بأن نقطة تفتيش عسكرية ستقام قريباً من مدخل قريتهم. وهذا من شأنه أن يفصلهم تماما عن المدرجات الزراعية العتيقة على تلال القدس، والتي فلحتها عائلاتهم لقرون طويلة جيلا بعد جيل.

رغم أن الكثيرين من سكان الولجة يحملون بطاقات هوية صادرة عن “إسرائيل” إلا أن التحرك الجديد سوف يغلق المدينة في وجههم وسيحال بينهم وبين الوصول إلى أراضيهم. سوف تتحول المدرجات الزراعية، وكذلك عين ماء مجاورة يستخدمها القرويون لسقاية ماشيتهم، إلى “أماكن سياحية” ضمن الحديقة الكبيرة داخل القدس الموسعة.

في هذه الأثناء تضيق “إسرائيل” الخناق على الفلسطينيين في المناطق المعمورة من القدس الشرقية.

لقد تخلت بلدية القدس عن أولئك الذي يقيمون في الطرف البعيد من الجدار الخرساني، وهؤلاء باتوا يجدون صعوبة في الوصول إلى بقية أنحاء المدينة كما يقول داود الجعل، الباحث الفلسطيني المقيم في القدس.

هناك مشروع قانون تقدم به زئيف إلكين وزير شؤون القدس، الهدف منه بتر الأحياء الفلسطينية، مثل الولجة وكفر عقب ومخيم شعفاط للاجئين وعناتا، التي توجد خلف الجدار، عن بلدية القدس.

وهذه الأحياء سيشكل لها مجلس محلي خاص بالفلسطينيين، وهذا سينجم عنه بشكل آني خفض تعداد السكان الفلسطينيين في مدينة القدس بمقدار الثلث.

يقول الجعل: “حالما يصبح الفلسطينيون في مجلس محلي منفصل، فسوف تقول إسرائيل إن مركز حياتهم لم يعد القدس وحينها ستسحب منهم الأوراق التي تخولهم بالإقامة داخل القدس. مثل هذا الإجراء يتم حالياً بشكل فردي، ولكن ما سيحدث هو أنه سيطبق على نطاق واسع”.

ويذكر أن “إسرائيل” ألغت منذ عام 1967 تصاريح إقامة ما يزيد عن أربعة عشر ألف فلسطيني وأجبرتهم على ترك القدس.

رغم أن سكان المناطق الفلسطينية يدفعون ضرائب لبلدية القدس إلا أن مناطقهم التي تقع خارج الحاجز يغلب عليها الإهمال وغياب القانون.

في كفر عقب على سب المثال، والمعزولة تماما عن القدس الشرقية خلف الجدار وخلف نقطة التفتيش، لا يتلقى السكان إلا القليل من الخدمات. ومع ذلك، تصر “إسرائيل” على منع السلطة الفلسطينية من الوصول إلى القرية وتقديم الخدمات لها.

أضحت هذه المناطق وجهة يقصدها المجرمون والعائلات الفلسطينية التي وقعت في الشبكة المعقدة لنظم الإقامة الصارمة التي تفرضها “إسرائيل”. يحظر على فلسطينيي الضفة الغربية تجاوز الجدار المحيط بالقدس بينما يواجه فلسطينيو القدس التهديد بمصادرة أوراق الإقامة منهم إذا ما انتقلوا إلى خارج المدينة.

كما أصبحت قرية كفر عقب ملجأ للأزواج الذين يفصل الحاجز بين أماكن إقامتهم، ويزداد عددهم كلما أمعنت “إسرائيل” في فصل أحياء القدس العربية عن القدس الشرقية. يقول سكان القرية إن تعدادها قد ارتفع بشكل سريع خلال السنوات القليلة الماضية من عدة آلاف إلى عشرات الآلاف.

ونتيجة لذلك شهدت المنطقة خارج الجدار ازدهارا في قطاع الإنشاءات نظراً لأن الفلسطينيين يغتنمون فرصة غياب الإجراءات “الإسرائيلية” التي تقيد البناء هناك. وكما يقول الجعل نجم عن ذلك مكاسب سكانية لـ”إسرائيل” أيضا.

يقول الجعل: “تسببت القيود المفروضة على الفلسطينيين والنقص الحاد في الأراضي المتاحة للبناء في خلق أزمة إسكان بالنسبة للفلسطينيين، بحيث أصبحت الحياة هناك مكلفة جداً. ولذلك لا يجدون مفراً من الانتقال إلى المناطق خارج الجدار بحثا عن سكن يقدرون على تكاليفه، بمعنى آخر، الضغط الاقتصادي يؤدى إلى الترانسفير (الانتقال) الصامت”.

ويلاحظ تارتسكي أن الأحياء الفلسطينية داخل الجدار يجري دفعها إلى الرحيل بطرق أخرى أيضا.

لجأت “إسرائيل” تقليدياً إلى تشكيلة من السياسات التي تنفذ بهدف انتزاع الأرض من الفلسطينيين ومنع تنمية القدس وتبرير هدم المنازل.

وتضمنت هذه التشكيلة إعلان المناطق الفلسطينية “حدائق عامة” وبذلك تجريم البيوت المقامة داخلها، ومصادرة المناطق الخضراء المتبقية لبناء المستوطنات اليهودية، والسماح للمستوطنين بالاستيلاء على ممتلكات الفلسطينيين داخل المدينة القديمة وفي الأحياء المحيطة بها بينما تعسى إسرائيل لتعزيز قبضتها على الأماكن المقدسة في المدينة، وبشكل خاص على المسجد الأقصى.

قال الجعل في تصريحه لموقع “ميدل إيست آي”: لم يكن الفلسطينيون بتاتا جزءا من التخطيط في القدس، ولا تؤخذ مصالحهم بالحسبان على الإطلاق- ويتم التعامل معهم فقط على أنهم عقبة كأداء لابد من التخلص منها. تريد “إسرائيل” الاحتفاظ بالأرض ولكن لا تريد الفلسطينيين الذين يعيشون فيها”.

يشير تارتسكي إلى أن الضغوط تتزايد على الفلسطينيين في القدس، في الوقت الذي تحرم فيها مجتمعاتهم من المدارس والخدمات البلدية الأساسية، علماً بأن أكثر من ثمانين بالمائة من الأطفال الفلسطينيين يعيشون تحت خط الفقر.

وقد بدأت بلدية القدس، وكذلك الشرطة، بالتشدد في عمليات “تنفيذ القانون” أو ما يسميه السكان المحليون “عقوبات جماعية”. وبذريعة “إعادة فرض النظام” تجري موجات من المداهمات في ساعات متأخرة من الليل في مناطق مثل الطور والعيسوية. وألقي القبض على أعداد ضخمة من الفلسطينيين وصدرت أوامر بالهدم وبإغلاق المصالح التجارية.

يقول تارتسكي: “تستخدم “إسرائيل” نفس الوسائل العسكرية التي تستخدمها في الضفة الغربية.

والفرضية التي ينطلقون منها هي أن الضغوط سوف تشجع الفلسطينيين على الانتقال إلى مناطق خارج الحاجز، حيث عاجلاً أم آجلاً سيفقدون حقهم في الإقامة. لقد أدركت إسرائيل أن تلك فرصة سانحة بإمكانها أن تستغلها”.

أرسل مكتب عمدة القدس نير باراخات تصريحا إلى موقع “ميدل إيست آي” نفى فيه أن وضع الفلسطينيين في القدس في حالة تدهور. وقال البيان إن تحسينات كبيرة قد أجريت في المناطق الفلسطينية من حيث توفير المدارس والمراكز الاجتماعية، وملاعب الرياضة والطرق الجديدة، والخدمات البريدية والرعاية الاجتماعية.

وأضاف أن باراخات قام “بتطوير خطة غير مسبوقة من حيث المدى والمخصصات المالية لتقليص الهوة داخل القدس الشرقية ولحل مشكلة الإهمال التي دامت خمسين عاما وورثها هو عن أسلافه في البلدية وعن الحكومات “الإسرائيلية” المتعاقبة”.

إلا أن الجعل أكد أن نفي البلدية ما هو إلا إنكار للواقع. وأضاف: “تريد “إسرائيل” إنشاء مدينة خالية من الفلسطينيين. وحيثما تمكنت من ذلك فإنها تكون قد طهرت المدينة منهم عرقياً، وحيث لا تتمكن فإنها تكتفي بإخفائهم عن الأنظار.

قوات الاحتلال تحطم محتويات منزل ناصر ادعيس في مدينة يطا جنوب الخليل فجر اليوم قبل اعتقاله.

اقتحمت طواقم تابعة لبلدية الاحتلال في القدس، ترافقها قوة من جنود الاحتلال، اليوم الاثنين، بلدة العيسوية وسط القدس، وشرعت بإلصاق إخطارات هدمٍ إدارية جديدة لعدد من منازل المواطنين بحجة البناء دون ترخيص.

وقال مراسلنا في القدس ان طواقم البلدية وزعت كذلك إخطارات وبلاغات لعدد من المواطنين تطالبهم فيها بمراجعة البلدية العبرية غربي المدينة بخصوص منازلهم.

يذكر أنه لطالما هدمت بلدية القدس العبرية العديد من منازل المواطنين في العيسوية بحجة عد الترخيص، علماً أن الاحتلال استولى منذ العام 1967 على معظم أراضيها وشيّد عليها آلاف الوحدات الاستيطانية ومشفى هداسا ومباني الجامعة العبرية، وغيرها.

خطط لعزل القدس وتصاعد الانتهاكات في موسم الزيتون

أشار التقرير الاسبوعي الصادر، اليوم السبت، عن المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان إلى الخطط الاستيطانية لعزل القدس عن محيطها الفلسطيني وتصاعد الانتهاكات في موسم قطاف الزيتون.

واوضح التقرير أنه لا يكاد يمر يوم دون الاعلان عن مخططات استيطانية جديدة في سعي من سلطات الاحتلال لتكريس سياسة الامر الواقع وفرض حلول مستقبلية. حيث يدفع وزير “شؤون القدس”، بحكومة الاحتلال زئيف إلكين، بخطة استيطانية جديدة تقضي بإخراج أكثر من -100-120 ألف فلسطيني من منطقة نفوذ بلدية القدس، وخطة إلكين، التي تسعى إلى إخراج البلدات والأحياء المقدسية الواقعة وراء جدار الفصل العنصري، وهي مخيم شعفاط والبلدات المحاذية له مثل كفر عقب في شمال شرق المدينة، وقرية الولجة في جنوب القدس وجزء من بلدة السواحرة، تتكامل مع خطة وزير المواصلات، يسرائيل كاتس، التي طرحت تحت مسمى “قانون القدس الكبرى” والذي كان يفترض عرضه للتصويت في اللجنة الوزارية للتشريع، خلال الاسبوع الفائت وتأجل بطلب أميركي، وهو قانون يقضي بتوسيع منطقة نفوذ بلدية القدس، لتشمل مستوطنات “معاليه أدوميم” و”غفعات زئيف” و”بيتار عيليت” بالإضافة للكتلة الاستيطانية “غوش عتصيون” الواقعة جنوب بيت لحم، ما يعني إضافة عشرات آلاف “الإسرائيليين” لسلطة بلدية الاحتلال في القدس، وبتالي ايجاد”أغلبية يهودية” في مدينة القدس المحتلة عبر سلخ الأحياء الفلسطينة وخلق تواصل جغرافي استيطاني مع المدينة، ما يعني فصل شمال الضفة عن جنوبها وبالتالي إحباط امكانية إقامة دولة فلسطينية.

وكان الكنيست “الاسرائيلي” قد صوت بالفعل بالقراءة الأولى في تموز/يونيو الماضي على هذه الخطة الاحتلالية، وتنتظر موافقة رئيس وزراء الاحتلال للمضي قدما في تطبيقها، وقال إلكين أن خطته التي سيبدأ الترويج لها لن تواجه أي معارضة سواء من اليمين أو اليسار وقال إلكين أنه إذا كان إذا كان رئيس الوزراء، الذي يدرك تفاصيل الخطة، يدعم ذلك، فإنه يمكن المضي قدما بسرعة، وقال إن الخطة لا تتطلب تشريعات الكنيست، ولكن فقط قرار من وزير الداخلية.

فيما أعلن رئيس بلدية الاحتلال في القدس نير براخات، عن بناء مركز استيطاني جديد في أحد الأحياء في القدس المحتلة يتضمن إنشاء قرية تكنولوجية وسكنية وترفيهية أكاديمية في موقع مركزي فوق الطريق السريع في القدس. وأشار إلى أنه سيتم بناء أيضاً حديقة على مساحة 70 هكتارا، حول مركز الترفيه ومسارات للمشي ومساحات خضراء والمقاهي ومركز اتصال بين المجمع الحكومي والجامعة العبرية.ولفت إلى وجود مساحة أخرى سيتم البناء عليها 830 وحدة سكنية جديدة منها 50٪ من الوحدات السكنية الصغيرة للأسر الشابة في المدينة وفقا لرؤية رئيس البلدية، و25 وحدة سكنية محمية وحوالي 13390، متر مربع من مساحات التجزئة والمساحات المفتوحة العامة. ونوه براخات إلى أنه سيتم تقديم الخطة لأول مرة خلال أسبوعين من أجل موافقة لجنة التخطيط والبناء المحلية عليها وسيتم إطلاقها.

وفي الوقت نفسه افتتح يسرائيل كاتس وزير النقل والمواصلات في حكومة الاحتلال، طريقًا استيطانيًا في منطقة الخليل (جنوب القدس المحتلة). الطريق السريع رقم (316)، والذي مولته الوزارة، وسيعمل على الربط بين منطقة جبل الخليل ومدينة بئر السبع (جنوب فلسطين المحتلة)، والمستوطنات “الإسرائيلية” في المنطقة الشمالية من النقب. علما أن الأعمال في الشارع 316، قد تضمنت “تجديد وتأهيل الطريق، وإضافة إضاءة وبناء محطة عبور جديدة ومضاعفة عدد وسائل النقل العام”.وصرّح كاتس، بأن الطريق له “أهمية استراتيجية للمستوطنة على جبل الخليل”، وتعهد بمواصلة النشاط الاستيطاني وتعزيزه في المنطقة. ونوه إلى أن وزارته تخطط لتوسيع الطريق الاستيطاني الالتفافي رقم 60، ضمن “الخطة الخمسية”، مشددًا على أن ذلك سيساعد في مهمة جلب المزيد من المستوطنين اليهود إلى المنطقة.

وأضاف أن الوزارة تعد لتخطيط بنية تحتية إضافية وواسعة النطاق في الضفة الغربية، تشمل شق شوارع التفافية جديدة وتأهيل الشوارع القائمة وجلب وسائل نقل حديثة ومفتوحة وآمنة.

وكشف استطلاع للرأي أجري بصفوف اليهود أجراه معهد “مأغار موحوت” بين عينة تمثل الجمهور اليهودي البالغ فقط، بمناسبة تدشين معهد القدس للبحوث الاستراتيجية، الذي رغم أنه يعرف نفسه كـ “معهد سياسي – أمني مستقل جديد ومحافظ”، إلا أنه معهد أبحاث يميني يخدم مصالح اليمين واليمين والمتطرف “الإسرائيلي”. وأظهر الاستطلاع أن 58% من الجمهور يؤيدون إقامة “القدس الكبرى” كعاصمة للشعب اليهودي في جميع انحاء العالم، بحيث تضم “غوش عتصيون” وما يسمى “لواء بنيامين”، فيما قال 64% إنه يجب مواصلة فرض السيطرة الإسرائيلية على القدس والمناطق المجاورة لها “لأسباب أمنية وقومية”.

على صعيد آخر شن المستوطنين هجمة مسعورة بحماية قوات الاحتلال على المزارعين الفلسطينين اثناء قطف الزيتون وبالتحديد في المناطق المحاذية للمستوطنات التي لا يصلها المزارعون إلا بالتنسيق مع الاحتلال مسبقاً تمثلت بسرقة ثمار نحو 6000 شجرة زيتون منذ بداية الموسم، في قرى جيت والساوية وقريوت وعقربا ويانون ونعلين والمغير ودير شرف ويطا.

وقد وثق المكتب الوطني للدفاع عن الارض ومقاومة الاستيطان العديد من الانتهاكات في بقية المحافظات الفلسطينية.

 

أبو حلبية: مشروع “القدس الكبرى” تمادياً في سياسة التهويد

قال الدكتور أحمد أبو حلبية رئيس مؤسسة القدس الدولية في فلسطين أن نية دولة الاحتلال سن قانون سيعرض على برلمانها لضم الكتل الاستيطانية الكبرى القريبة من القدس في أراضي الضفة الغربية هو استمراراً لسياسة التهويد التي تنتهجها سلطات الاحتلال في  القدس والضفة الغربية، وهو مخطط “إسرائيلي” قديم يعتقد الاحتلال الآن أن الظروف السياسية الحالية ملائمة  لتنفيذه لتردي الوضع العربي والإقليمي؛ حيث تلهث دول المنطقة والمحيط لإرضاء دولة الاحتلال وربيبتها الولايات المتحدة الأمريكية، وبسبب الصمت الدولي المتواطئ مع السياسة الاستيطانية لدولة الاحتلال، واستنكر أبو حلبية تصريح المتحدث باسم الخارجية الأمريكية الذي أعلن فيه أن إدارة “دونالد ترامب” لا تعارض مشروع القانون “الإسرائيلي” المسمى بالقدس الكبرى، واعتبره تواطئ لتهويد القدس وتصفية الوجود الفلسطيني في الضفة الغربية.

وعند إقرار هذا الموضوع وإخراجه حيز التنفيذ سيقطم جزءًا مهماً من أراضي الضفة الغربية وسيقسمها إلي شطرين، ويمنع التواصل الجغرافي بين شمالها وجنوبها، وسيغير الهوية الثقافية، والسكانية للقدس بشكل ملحوظ، ويمنع ظهور أغلبية عربية في القدس مستقبلاً.