650 أمر هدم بالقدس: شقيقـان يهـدمان منزلهما بضغط من الاحتـلال

أجبرت بلدية الاحتلال في مدينة القدس المحتلة، أمس الإثنين، شقيقين من بلدة بيت حنينا على هدم منزلهما ذاتيا بحجة البناء دون ترخيص.

وأصدرت سلطات الاحتلال منذ بداية العام الجاري نحو 650 أمر هدم إداري وقضائي لمنازل ومنشآت لمقدسيين، منها ما هو محدد المدة للهدم وآخر غير محدد.

 

وأفاد الشقيقان عبد السلام وعدي الرازم أنهما شرعا بهدم شقتيهما الساعة العاشرة من صباح الإثنين بضغط من بلدية الاحتلال في القدس، بحجة عدم الترخيص.

واضطرت العائلة إلى هدم منزلها ذاتيا باستخدام جرافة خشية من تغريمها عشرات آلاف الشواقل فيما لو نفذت قوات الاحتلال عملية الهدم.

 

وتعيش بلدة بيت حنينا معاناة مستمرة بسبب إجراءات الاحتلال، التي طالت جميع مناحي الحياة، إلى جانب مصادرة مساحات واسعة من أراضي المواطنين لصالح الاستيطان.

وقسم جدار الفصل العنصري بيت حنينا من الشمال إلى الجنوب، وفصل أراضيها في الغرب، لتبقى وحيدة، وليحيط الجدار بالبلدة القديمة من ثلاث جهات، مما أدى لخسارة الكثير من سكان البلدة القديمة لتجارتهم ووظائفهم.

 

وقبل يومين، أجبرت بلدية الاحتلال المقدسي خالد محمود بشير على هدم منزله بيديه، في حي بشير ببلدة جبل المكبر جنوب القدس المحتلة، بدعوى عدم الترخيص.

ومن بين هذه الإجراءات، هدم سلطات الاحتلال المنازل والمنشآت بعد وضعها العديد من العراقيل والمعوقات أمام إصدار تراخيص بناء لمصلحة المقدسيين.

آلاف المستوطنين يؤدون طقوسًا تلمودية عند حائط البراق

توافد آلاف المستوطنين إلى حائط البراق الذي يحد المسجد الأقصى المبارك من الجهة الغربية، صباح اليوم الأحد،  تزامنًا مع احتفالاتهم بما يسمى “عيد العرش” اليهودي.

وبدأت جموع المستوطنين بالوفود منذ الساعة السادسة صباحا، واقتحموا حائط البراق، بحجة أداء الصلوات.

واقتحم مئات المستوطنين حائط البراق وقاموا بتادية طقوس تلمودية، بعد دعوات وجهتها مجموعات الهيكل المزعوم للاحتشاد واقتحام المسجد الاقصى من باب المغاربة.

وكانت مجموعات الهيكل المزعوم قد وجهت دعوات للاحتشاد واقتحام المسجد الاقصى من باب المغاربة.

ويشار إلى أن الجماعات اليهودية المتطرفة تواصل اقتحامها بشكل كبير منذ أكثر من أسبوع لباحات المسجد الأقصى والتمركز أمام حائط البراق بحجة الأعياد.

تحذير فلسطيني من مخطط تجريد المقدسيين من حق الإقامة بعزل المزيد من الأحياء

حذرت شخصيات فلسطينية من خطورة تصريحات أدلى بها القائد العسكري الصهيوني السابق وعضو حزب أزرق أبيض، ميكي ليفي، ودعا فيها إلى تجريد عشرات آلاف المقدسيين من حقهم في الإقامة، وسلخ أحياء فلسطينية عن مدينة القدس.

وقال الكاتب المقدسي، راسم عبيدات: “ما كشف عنه ميكي ليفي، ودعوته إلى فرض عقوبات جماعية، وتضييق الخناق على أهالي بلدة العيسوية يندرج في إطار مخطط سياسي متكامل، فليفي يعبّر عن عقلية عنصرية متطرفة تنظر إلى الشعب الفلسطيني باعتبارهم قنبلة ديمغرافية تشكل خطراً على يهودية الدولة، وعلى نقاء القدس كعاصمة لما يسمى دولة الاحتلال”.

 

وتابع عبيدات: “شهدنا بعد الهبّات الشعبية المتلاحقة في القدس منذ هبّة الشهيد الفتى محمد أبو خضير منتصف 2014، العديد من المشاريع التي طرحت لتعديل الواقع الديموغرافي في المدينة، لكي تنسجم مع قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، باعتبار القدس عاصمة لدولة الاحتلال، فيما كان هناك العديد من خطط الفصل والتخلي عن الأحياء الفلسطينية داخل حدود ما يعرف ببلدية القدس، منها خطة الوزير وعضو الكنيست السابق حاييم رامون، ومن بعده خطط لحاييم هيرتسوغ زعيم حزب العمل السابق، وزئيف اليكن الليكودي وزير ما يسمى شؤون القدس، وكلها تصبّ في كيفية الحفاظ على ميزان ديمغرافي مختل في المدينة بهدف أسرلتها وتشريعها كعاصمة لدولة الاحتلال”.

وأشار إلى أن بعض الخطط كانت تهدف إلى “توسيع حدود ما يُسمى بلدية القدس لكي تصبح مساحتها 10 في المائة من مساحة الضفة الغربية المحتلة، وضم الكتل الاستيطانية الكبرى من جنوب غرب القدس إلى شمال شرقها، وهذا يعني ضم 150 ألف مستوطن إليها، على أن يترافق ذلك مع إخراج أكثر من 100 ألف مواطن مقدسي من سكان البلدات والقرى الفلسطينية الواقعة خلف جدار الفصل العنصري”.

وأكد عبيدات أن هذه المخططات الصهيونية الرامية إلى تغيير المشهد في مدينة القدس تشمل الاستيطان، والأنفاق التي تبني مدينة كاملة تحت القدس، والسيطرة على فضاء المدينة من خلال (القطار الطائر) “التلفريك”، وهذا يعني أن الشعب الفلسطيني في المدينة أمام مخاطر جدية وحقيقية على وجوده، ويجب مواجهة المخططات بدعم إقامة مشاريع إسكانية في المدينة، ومساعدة المقدسيين في الحصول على رخص بناء بدفع جزء من تكاليفها، والتوجه إلى المؤسسات الدولية وإلى كل أصدقاء الشعب الفلسطيني لفضح دولة الاحتلال وسياستها العنصرية التي تصل إلى حد التطهير العرقي بحق الشعب الفلسطيني.

 

من جهته، قال الناشط المقدسي من مخيم شعفاط وسط القدس خضر الدبس: “في عام 2004، أقرت حكومة الاحتلال بناء جدار الفصل العنصري حول مخيم شعفاط، وسبق ذلك العديد من الاقتحامات للمخيم، وترافق ذلك مع اعتقال العشرات من أبناء المخيم الذي أصبح شعلة مقاومة. ما دفع العديد من قادة الاحتلال إلى المطالبة بعزل المخيم عن القدس، وبعدها أقرت الحكومة بناء الجدار العنصري، رغم إثباتنا أنه لا يوجد دواعٍ أمنية كما يدعون، وانه لعزل القدس وتهويدها، وخلق واقع ديموغرافي لمصلحة المستوطنين فيها، وتسهيل اقتحام المسجد الأقصى فيما بعد”.

ولفت الدبس إلى أن “نجاح الاحتلال في عزل مخيم شعفاط الذي يسكنه نحو 100 ألف نسمة، 95 في المائة منهم يحملون بطاقة الهوية الزرقاء، دفعته إلى التفكير في عزل مناطق أخرى من خلال تعزيز البناء الاستيطاني، وإقامة شوارع استيطانية، وعزل أحياء عربية بالكامل، وفي مناطق أخرى جرت زعزعة استقرار العديد من الأحياء، كجبل المكبر وسلوان والعيسوية، ولم يرفع الشعب الفلسطيني الراية البيضاء”.

 

الى ذلك، عبّر مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية، زياد الحموري، عن قلقه من تصاعد إجراءات التهويد في القدس المحتلة، وانتقالها إلى مرحلة استهداف الوجود الفلسطيني، وأشار لـ”العربي الجديد”، إلى أن “تصريحات قائد شرطة الاحتلال السابق تؤكد صحة المخططات القديمة التي طرحت في عام 2006، من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي حينها، إيهود أولمرت، حول إخراج خمس مناطق سكانية في محيط القدس إلى خارج جدار الفصل العنصري”.

وأضاف: “ما يجري في العيسوية من عمليات تنكيل مدروسة ومخططة، وما يقام من إنشاءات تشمل الجسور على حاجز قلنديا العسكري، ثم عودة الحديث عن مخيم شعفاط، والتوجه إلى عزل المزيد من الأحياء الفلسطينية خارج جدار الفصل العنصري، كلها مؤشرات على صحة تصريحات ليفي”.

عائلة سمرين.. تقارع المستوطنين في المحاكم لتبقى جارة الأقصى

عبثا تحاول السيدة المقدسية أمل سمرين التخفيف من وطأة قرار محكمة الصلح الإسرائيلية القاضي بإمهالها وأبنائها تسعين يوما لإخلاء منزلهم في بلدة سلوان لصالح المستوطنين.

يتنقل بصرها بين أحفادها الذين قطعوا حديثنا معها مرارا طلبا للنقود لشراء الحلوى من البقّالة المجاورة أو لسؤالها عن مصيرهم بعد الإخلاء القسري.

تصمت للحظات ثم يرتفع صوتها “الله أكبر.. لا يوجد عدل في هذا الزمان، قلتُ للقاضية الإسرائيلية في إحدى جلسات المحكمة إنني أعيش في هذا المنزل منذ أربعين عاما، وأريد أن تخرج جنازتي منه.. لكن إذا كان غريمي القاضي فلمن أشكو؟”.

أصل المشكلة
بداية الحكاية تعود لأربعينيات القرن الماضي، عندما بنى الجد الأكبر للعائلة الحاج موسى سمرين المنزل على أرضه التي تبعد عشرات الأمتار عن المسجد الأقصى المبارك من الجهة الجنوبية، بالإضافة لدونمين من الأرض الخالية أمام المنزل التي اهتم بزراعتها وجني ثمارها على مدار عقود.

نزح أبناء الحاج موسى عام 1967 إلى الأردن، فعاش معه ابن أخيه في المنزل واشتراه منه قبل موته، وانتقلت الملكية بشكل تلقائي للابن محمد سمرين فتزوج أمل وعاشا فيه، وأنجبا سبعة من الأبناء.

 

موقع إستراتيجي
طوال هذه السنوات كانت أطماع المستوطنين تزداد للاستيلاء على المنزل لموقعه الإستراتيجي الذي يدّعون أنه يقع ضمن ما تسمى مدينة داود، لكن العائلة لم تكن تعلم شيئا عن ذلك.

سلطات الاحتلال وبمجرد وفاة الحاج موسى سمرين عام 1983، حولت ملكية العقار لـ”حارس أملاك الغائبين” بادعاء أن أبناءه يعيشون في الأردن وليس له ورثة في البلاد، وتم ذلك دون إبلاغ العائلة حتى وصلتهم ورقة إخلاء من المنزل عام 1991، علما بأن العقار لم يخلُ يوما من السكان الذين ورثوا العقار عن الجد موسى.

استأنفت عائلة سمرين القرار وقدمت أوراقا تثبت شراء محمد زوج أمل المنزل من الحاج موسى، واستمرت المحاكم حتى تلقت العائلة أمرا آخرا بالإخلاء عام 2011، ولم تتوقف الجلسات واعتبرت القاضية أن العائلة محمية بالعقار لأن محمد زوج أمل ما زال على قيد الحياة، وبعد وفاته عام 2015 بدأت معركة قضائية جديدة تتضمن تفاصيل كثيرة، كان آخرها قرارا جديدا بالإخلاء صادرا عن محكمة الصلح في القدس.

نقل الملكية
خلال ثلاثة عقود من مقارعة العائلة للمستوطنين في المحاكم، تم نقل ملكية العقار من حارس أملاك الغائبين إلى “سلطة التطوير الإسرائيلية”، ثم إلى شركة “هيمونتا” التي تحاول اليوم إخلاءه.

نبشت الخمسينية أمل سمرين -خلال استقبالها للجزيرة نت في عقارها المهدد بالإخلاء- تفاصيل السنوات الهادئة التي عاشتها وأسرتها فيه، قائلة إنها كانت تزرع الكثير من الخضروات سنويا في الأرض المقابلة لمنزلها بالإضافة لأشجار الفواكه، لكن كل ذلك اندثر بمجرد هجوم عشرات المستوطنين على الأرض عام 1991 قادمين من الحي اليهودي في البلدة القديمة بهدف الاستيلاء عليها.

دافعت أمل عن أرضها باستماتة وطردت المستوطنين، ثم اعتصم المقدسيون في الأرض المهددة بالمصادرة مع وجهاء القدس وعلى رأسهم الراحل فيصل الحسيني، لكن ذلك الصمود انتهى في ليلة حالكة الظلمة اقتحمت بها القوات الخاصة منزل عائلة سمرين وأخبرتها أن الأرض صودرت وبوشر بالتحضير لإقامة “مدينة داود” عليها.

عقود من القلق
خسرت أمل الأرض التي ارتبطت بها على مدار عقود، وخاضت وأسرتها معارك قضائية للحفاظ على العقار، ورغم الانتكاسات والانتصارات التي تخللت هذه المعارك فإنها تشعر أن قرار الإخلاء الأخير أكثرها خطرا.

“كل دقيقة أنتفض خوفا منذ وصلنا قرار الإخلاء.. قسمت منزلي لثلاثة منازل تؤويني وثلاثة من أبنائي وأسرهم.. نعيش في غرف ضيقة تحتاج لترميم ونُمنع من ذلك، لكننا صامدون ويمكننا احتمال الأسوأ في سبيل البقاء في منزلنا”.

يعلو صوتها وينخفض أثناء كلامها عن سنوات شبابها التي قضتها متفانية في الحفاظ على منزلها وفي المواظبة على الذهاب مشيا على الأقدام للمسجد الأقصى المبارك، وبينما تستفيض بالشرح تنظر لجدران منزلها وكأنها تودعها ثم تقول: لا، لا، لن أترك منزلي.. أحلم أن أكسب القضية لصالحنا وحينها سأصعد إلى سطح المنزل حاملة علم فلسطين في يميني وراية بيضاء في يساري.. سألوح بهما وأغني “يا دار العز يا دارنا”.

إيذاء المستوطنين
الأحفاد يدخلون إلى المنزل ويخرجون إلى الفناء المطل على المسجد الأقصى، لكن الحفيدة ديالا سمرين (15 عاما) لم تبرح مكانها وهي تستمع باهتمام شديد لكل ما قالته جدتها، وأضافت أن خبر الإخلاء وقع عليها كالصاعقة قبل يومين عندما عادت من مدرستها في البلدة القديمة مشيا على الأقدام للمنزل.

تقول “المستوطنون حولنا لا يتوقفون عن إيذائنا، وفي الليلة التي صدر بها قرار الإخلاء أقاموا احتفالات استمرت حتى ساعات الصباح نكاية بنا، العيش بجوارهم جحيم والإخلاء من المنزل جحيم أيضا، خياران أحلاهما مر”.

والد ديالا أحمد سمرين أوضح للجزيرة نت أن عقار العائلة الذي تنوي الجمعيات الاستيطانية إخلاءه تبلغ مساحته 750 مترا مربعا، يسكنه 15 فردا معظمهم من الأطفال، وأضاف أن العائلة الآن بصدد تقديم استئناف للمحكمة المركزية على قرار الإخلاء، ولن تتقاعس في الدفاع عن حقها بالعقار رغم الأطماع الكبيرة فيه كونه يقع في منتصف المشروع الاستيطاني “مدينة داود” ويقطع تواصله.

ورغم المشاحنات شبه اليومية مع المستوطنين الذين يعيشون حولهم أو مع الذين يدخلون للمشروع الاستيطاني يوميا، فإن أحمد ووالدته وأشقاءه قرروا عدم التنازل عن تقديم الاستئناف ليقينهم من أنهم أصحاب الحق في العقار.

يقول أحمد “يمر المستوطنون ويتعمدون النظر إلى داخل المنزل بشكل استفزازي، ووقعت بيننا وبينهم عدة مشادات كانت نتيجة أحدها حبس شقيقي وتغريمه 30 ألف شيكل، لضربه مستوطنا تعدى عليه لفظيا وتطاول على حقنا في البقاء بمنزلنا”.

غادرنا المنزل بعد بدء تجمع أفراد العائلة في الفناء الخارجي حيث يجتمعون يوميا ويتسامرون في الساحة المطلة على المسجد الأقصى وسور القدس التاريخي، خرجنا من الباب الرئيسي وصوت أمل يصدح وهي تحثّ الأحفاد على إغلاقه خلفنا خوفا من أي اعتداء أو تطاول محتمل من المستوطنين.

المصدر : الجزيرة

وزير القدس يُندد بإقامة بؤرة استيطانية على جبل المنطار

قال وزير شؤون القدس فادي الهدمي إن إقامة بؤرة استيطانية جديدة على جبل المنطار في بادية القدس شرق بلدة السواحرة الشرقية، يأتي في إطار التغول الاحتلالي باستباحة مدينة القدس.

 

وأضاف أن الاحتلال الإسرائيلي يستغل الانحياز الأمريكي له، مؤكدًا عدم شرعية الاستيطان، وأن ارتفاع وتيرة الأعمال الاستيطانية لن تنال من عزيمة وتصميم الشعب الفلسطيني وقيادته على التصدي لكل المخططات الإسرائيلية الرامية إلى فرض سياستها العنصرية والعدوانية.

 

جاء ذلك خلال زيارته التفقدية إلى خيمة الاعتصام في برية السواحرة، حيث التقى خلالها فعاليات وطنية وعشائرية ومحامين.

 

وأشار الهدمي إلى أن الإجراءات الإسرائيلية تتسع وتشتد في هذه الأيام، وخصوصًا بعد القرار الأمريكي الذي شرعنه بالاستيلاء على الأرض من قبل الاحتلال واقامة المستوطنات على الأراضي الفلسطينية.

 

واعتبر أنه “لا يحق لإسرائيل البناء على أي جزء من الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967، بما فيها القدس”.

 

وكان مستوطنون مسلحون اقتحموا المنطقة فجر الأحد الماضي ووضعوا فيها “كرفانات”، ومظلات، وأنابيب مياه، تمهيدًا للاستيلاء عليها، فيما أقام أهالي بلدة السواحرة أمس خيمة اعتصام في المكان، لمواجهة اعتداءات المستوطنين.

155 تجمعا و46 قرية و10 آلاف منزل مهددين بالهدم

قال وزير شؤون الاستيطان وليد عساف، إن 155 تجمعا فلسطينيا في المنطقة “ج” التي تخضع لسيطرة جيش الاحتلال مهددة بالهدم، بذريعة أنها غير معترف بها.

 

وأضاف عساف أن هناك 8 قرى مهددة في مناطق القدس، مشيرا إلى أن 46 قرية مهددة بالترحيل ضمن مشروع شرق القدس.

 

وبيّن أن 100 منزل هدم في وادي حمص، وهناك 125 منزلا بالوادي مهددًا بالتدمير خلال الفترة المقبلة.

 

وأوضح أن عدد سكان وادي حمص حوالي 6 آلاف شخص تقريبا.

 

وبيّن أن هناك حوالي عشرة آلاف وحدة سكنية قرب حرم الجدار هي تحت طائلة التهديد بالهدم في أي وقت.

“وادي الحمص” نكبة جديدة وتهجير جماعي على مرأى ومسمع العالم!!!

قليلون من سكان منطقة وادي الحمص جنوب شرق القدس يعون أو عايشوا نكبة ونكسة الشعب الفلسطيني عامي 1948 و 1967، لكنهم جميعا عاشوا اليوم الاثنين (22/7/2019) لحظات مشابهة للنكبة، وعلى مرأى ومسمع العالم كله، كيف يقتلع الفلسطيني من منزله ويُهجّر بعيداً عنه بقوة البطش والاستعلاء وإدارة الظهر لكل شرائع الكون (السماوية والقانونية).

عائلة المواطن اسماعيل أبو سرحان، كغيرها من العائلات التي اختارت أن تعيش في هذه المنطقة ووضعت كل مدخرات عمرها وتعب السنين لكي تستقر في منزل ظناً منها أن البناية لن تطالها يد الهدم التابعة للاحتلال لكونها تقع خلف الجدار العنصري.

العائلة قالت لمراسلنا انها تعرضت فجر اليوم لاعتداء وحشي من قبل جنود الاحتلال الذين انهالوا بالضرب على أفراد الأسرة لإجبارهم ترك واخلاء المنزل، كما اعتدوا برش الغاز على وجوههم، فضلاً عن القاء قنابل صوتية داخل المنزل لترويع من فيه.

الاحتلال دفع بنحو ألف من عناصره وعشرات الآليات العسكرية والبولدزرات الضخمة الى المنطقة، لتنفيذ أكبر عملية هدم جماعي في القدس بحجة قرب البنايات من جدار الضم والتوسع العنصري.

المسن المقدسي غالب أبو هدوان يقول: “كل ما ادخرته أنا وأبنائي وضعناه في هذا المنزل.. اشتريت الأرض قبل أربعة أعوام، لأنه لا قدرة لنا على الشراء والبناء داخل حدود بلدية القدس، وأوقفونا عن البناء، تحملنا رداءة البنى التحتية في المنطقة، وحاولنا تحسينها عبر شق شارع يصل لمنزلنا لكن جيش الاحتلال جرّفه في وقت سابق.

وتعيش على بعد أمتار من منزل أبو هدوان أسرة المواطن إسماعيل عبيدية مع زوجته وأطفاله الستة في منزل يصل إليه الزائر بعد السير في شارع ضيق شديد الانحدار وقعت فيه عدة حوادث سير خطرة.

بدت الحسرة على وجهه، وقال: شقاء عمري وضعته في منزل أحلامي، قررتُ عدم إفراغه من محتوياته، لكن الاحتلال لا يعرف الانسانية ولا يلتفت الى معاناة الفلسطيني.

من جانبه، قال رئيس لجنة خدمات حي وادي الحمص حمادة حمادة إن عدد سكان الحي يصل إلى ستة آلاف نسمة، لكن المتضررين من قرار محكمة الاحتلال العليا يبلغ ثلاثين ألف نسمة وهم جميع أهالي صور باهر، ويعتبر الحي امتدادا لأراضيهم. مُضيفا أن الاحتلال تعمد إلحاق ضرر نفسي واقتصادي فادح بالأهالي، لأنه انتظر حتى انتهوا من البناء الذي استنفد كل طاقتهم الاقتصادية، ثم قرر منع البناء في المنطقة وهدم ما بُني من منازل.

وقال عضو لجنة الدفاع عن منازل الحي محمد أبو طير، انّ قضية وادي الحمص بدأت عندما وزع جيش الاحتلال أوامر هدم جماعية لـ 16 بناية سكنية بقرارٍ من قائد جيش الاحتلال العسكري، بذريعة قرب المنازل من الجدار الفاصل بين القدس والضفة، فقرر الأهالي تقديم التماسٍ للمحكمة العليا للاعتراض على القرار قانونيًا، لكن المحكمة رفضت الالتماس وأيَّدت قرار الجيش بهدم جميع المنازل المجاورة للجدار، ومنع استخدام أراضي المواطنين على بعد 250 مترًا منه.

ويعتبر حي وادي الحمص امتدادا لبلدة صور باهر الواقعة جنوب شرق القدس وتبلغ مساحة أراضيه نحو ثلاثة آلاف دونم، وقد حرم جيش الاحتلال السكان فيه من البناء على نصف المساحة تقريبا، بحجة قرب الأراضي من الجدار العازل الذي يفصل الحي عن عدة قرى تتبع محافظة بيت لحم.

يقع حي وادي الحمص خارج حدود بلدية القدس وتصنف غالبية أراضيه ضمن مناطق “أ” التابعة للسلطة الفلسطينية، الأمر الذي دفع بكثير من المقدسيين لشراء أراض في الحي لعدم قدرتهم على الشراء والبناء في المناطق الواقعة داخل حدود البلدية، بسبب الأسعار الخيالية للأراضي واستصدار تراخيص البناء، وقد حصلوا جميعهم على رخصة البناء من وزارة الحكم المحلي الفلسطينية.

وعندما رسمت سلطات الاحتلال مسار الجدار في تلك المنطقة عام 2003 وقعت بعض المنازل خارجه فاضطر الأهالي لتقديم التماس ضد المسار الذي يمر وسط قرية صور باهر، ووقع الحي في “الجانب الإسرائيلي” من الجدار لكنه بقي خارج نفوذ بلدية الاحتلال.

القدس.. السكان والمساحة منذ عام 1967

خلال عام 2016 قُدّر عدد السكان بالقدس بين مقدسيين ويهود بنحو 833 ألف نسمة، في حين بلغ معدل الإنجاب لدى المرأة اليهودية بالقدس 4.28 أطفال، مقابل 3.24 للمرأة الفلسطينية، وفق معطيات إسرائيلية.

أما نسبة المهاجرين إلى القدس من اليهود المتشددين (الحريديم) فتقدر بنحو 7% سنويا، في حين يعزل جدار الاحتلال أكثر من 120 ألف فلسطيني عن المدينة.

وفي ما يلي أعداد اليهود والفلسطينيين في القدس لعدد من السنوات منذ عام 1967 وفق معطيات إسرائيلية: 

السنة عدد السكان اليهود عدد السكان الفلسطينيين
1967 195.700 67.609
1987 340.000 135.000
1990 378.200 146.200
1995 382.000 180.700
2000 448.800 208.700
2004 458.000 240.000
2011 497.000 295.000
2014 534.000 316.000
2015 542.000 323.700

 

 

أما مراحل توسيع حدود بلدية القدس في ظل الاحتلال فكانت كما يلي:

– عام 1948 انقسمت القدس إلى غربية وشرقية؛ القدس الشرقية عبارة عن كيلومترين مربعين، وخضعت لحكم الأردن، والغربية ومساحتها 19 كيلومترا مربعا وقعت تحت السيطرة الإسرائيلية.

– عام 1959 (عهد الأردن) وُسعت حدود القدس الشرقية لتصل إلى 6.5 كيلومترات مربعة.

– عام 1967 عندما احتل شرق القدس ووسعت حدود المدينة إلى 72 كيلومترا مربعا، أصبحت مساحتها 126 كيلومترا مربعا.

– تسعى الحكومة الإسرائيلية الحالية لتدشين مخطط “القدس الكبرى” بحلول عام 2020 بتوسيع حدودها لتبلغ مساحتها نحو ثمانمئة كيلومتر مربع، وتشغل 10% من مساحة الضفة الغربية.

– يهدف الاحتلال إلى الحفاظ على النسبة القائمة للسكان اليهود والعرب في المدينة الموحدة بـ 88% يهودا مقابل 12% عربا.

المصدر : الجزيرة