معلمات رياض الأطفال في غزة.. يواجهن الفقر بـ70 دولار

غزة – قدس الإخبارية: “ما بدفعك للمر إلا الأمر منه”، هذا هو الحال لدى الكثير من الفتيات الخريجات وغيرهن في قطاع غزة، ممن طرقن أبواب العمل من أجل حياة كريمة، في ظل تدهور الأوضاع السيئة التي طالت كافة القطاعات المعيشية، فالحصول على فرصة عمل في قطاع غزة بات أمر صعب ويحتاج لجهد، فالظروف الاقتصادية التي تعصف بالقطاع منذ سنوات جعلت من تفاصيل الحياة مأساة انعكست على شرائح المجتمع.

الخريج الجامعي وخلال سنوات دراسته التي أنهكت أيامه من دراسة متواصلة على مدار سنوات, يحلم بأن ينال حظاً في الحصول على عمل ولو بأقل القليل كي تتحرك عجلة حياته ومستقبله، هذا هو واقع لا يخفى على أحد إذا ما سألته عن مسيرة العمل الشاقة والمنهكة لمعلمات رياض الأطفال، والمحرومات من تدنى الحد الأدنى للأجور الذي لا يلبى متطلبات حياتهن ولا حتى المواصلات للذهاب للعمل، فتتقاضى معلمة رياض الأطفال مبالغ ضئيلة كحد أدنى 250 شيكل وحد أقصى 500 شيكل شهرياً وسط غياب الرقابة من الجهات المختصة، في وقت تنتشر فيه مؤسسات رياض الأطفال الربحية بشكل كبير.

واقع مرير

في أحاديث منفصلة عبرت العديد من الفتيات ممن يعملن في مؤسسات رياض الأطفال لـ قدس الإخبارية، “عن واقع عملهن المرير والمرهق في التعامل وتدريس الأطفال في معاهد ومؤسسات التعليم المختلفة وسط غياب الحقوق من الأجور المالية المتدنية بحقهن.

نهى أبو زعيتر  تعمل معلمة لدى إحدى معاهد رياض الأطفال غرب مدينة غزة، تقول في حديثها لـ قدس الإخبارية، “تخرجت من الجامعة قبل 4 أعوام  تخصص بكالوريوس تعليم أساسي، وبعد انتظاري لفترة طويلة في البحث عن عمل وتقديم العديد من امتحانات الوظائف التي تعقد كل عام، لم أنل حظاً في ذلك”.

وتتابع، “أجبرت على العمل في هذا المجال منذ عامين، وكنت على دراية كاملة عن حجم الإرهاق والمشقة، ولكن الظروف أجبرتني حيث أنني بدأت براتب 250 شيكل، إلا أن وصل المبلغ 350 شيكل وأتمنى مع مرور الوقت أن يتحسن الراتب للأفضل”.

أما عن حال باقي رياض الأطفال، تقول نهى،”خلال تجربتي للبحث عن هذا العمل وطرق العديد من أبواب مؤسسات رياض الأطفال كانت النتيجة واحدة بنفس الراتب الحالي”.

وبينت أن “الموظفة الجديدة في أي مؤسسة تبدأ إجباري بتقاضي راتب قليل، يستمر قرابة العام ومن ثم يبدأ الراتب بالصعود قليلاً”، مطالبة وزارة التربية والتعليم بالوقوف عند مسؤولياتها من هذا الظلم الواضح الذي تتعرض له العاملات في هذا المجال رغم مشقة العمل وطول وقته, من خلال تحديد وسن قانون إيجار محدد تلتزم به كافة المؤسسات المرخصة.

وطالبت أيضا الوزارة بالعمل على تنظيم الانتشار العشوائي للمؤسسات، حيث تنتشر العديد من المؤسسات والمعاهد بشكل كبير وغير منظم في قطاع غزة, فمنها من هو خاص ومنها من يتبع لجمعيات ومؤسسات خيرية.

تعب مضاعف وأجور زهيدة

المعلمة عبير إنشاصى حالها لم يختلف كثيراً عن سابقتها، تقول لـ قدس الإخبارية، “معلمات رياض الأطفال يقدمن من صحتهن لتعليم الأطفال رغم التعب والإرهاق الذي لا يغفل على أحد، باعتبار أن الأطفال في مرحلة بداية الدراسة يحتاجون لجهد وأساليب عديدة لتوصيل العلم والمعلومات لهم، دون مراعاة والنظر إلى حقهن في الأجور”.

وتابعت، “أتوجه للعمل في كل صباح من الساعة الثامنة صباحاً حتى الواحدة ظهراً، وأتقاضى راتب يقدر 420 شيكلا حيث أنني أعمل في هذا المجال منذ أربعة أعوام  متتالية”.

وحول إذا ما كان الراتب يكفى لتلبية احتياجاتها بينت، أن الراتب لا يكفى لنصف شهر لتلبية احتياجاتها الشخصية، فحوالي 130 شيقلا من الراتب تذهب لمصاريف المواصلات، تعلق، “المنطقة التي أسكنها بعيدة عن مكان العمل، فلم توفر المؤسسة وسيلة مواصلات كباقي بعض المعلمات، وأنا مجبرة على العمل بشتى الطرق بدلاً من الجلوس في البيت”.

أما فاتن موسى الحاصلة على بكالوريوس خدمة اجتماعية وتعمل كمعلمة في إحدى رياض الأطفال منذ عام ونصف فتقول، “لم أحصل على أي علاوة على راتبي الشهري الذي لا يتجاوز 300 شيكل رغم العمل طيلة هذه الفترة الزمنية”.

وأضافت لـ قدس الإخبارية، “تخرجت من الجامعة وانتظرت فترة طويلة في البحث عن عمل يليق بتخصصي الجامعي، وذلك بعد التدهور المعيشي في أوساط عائلتي، فلا أحد من أفراد العائلة يعمل ووالدي مريض غير قادر على العمل، فتوجهت إلى إحدى رياض الأطفال القريبة من المنزل طالبةً العمل رغم أنني أعلم تماماً غياب الحقوق المالية وغياب الرقابة، وأن الراتب لا يكفى لأدنى متطلبات الحياة ولكنى ملزمة في ذلك”.

وكان وزير العمل في حكومة التوافق مأمون أبو شهلا قد أصدر قراراً يلزم أصحاب العمل ببدء تطبيق الحد الأدنى للأجور في كافة المحافظات، وذلك بأن يكون الحد الأدنى للأجر الشهري 1450 شيقل، وأن يسري القرار اعتباراً من الأول من آذار 2017، وهو ما لم يحدث حتى اللحظة في ظل غياب الرقابة.

الحد الأدنى

أما مديرة إحدى رياض الأطفال ألفت قويدر تبين أن الظروف الاقتصادية في قطاع غزة هي من تحكم علينا أن تبقى الأجور منخفضة والميزانية الخاصة بالرياض لا تتحمل نفقات الإيجار والرواتب.

وقالت ألفت لـ قدس الإخبارية، إنها تملك مؤسسة رياض لأطفال مقامة على منزل أرضى تدفع بدل إيجار 6500 دولا سنويا، عدا المستلزمات التي تحتاجها الغرف التعليمية من مقاعد ولوحات تعليم وغيره، كل ذلك يقف عائق أمام تدنى الراتب لدى المعلمات.

وأضافت، أن “أهالي الأطفال يماطلون في دفع المستحقات

معلمات رياض الأطفال في غزة.. يواجهن الفقر بـ70 دولار

المالية لأبنائهم وهذا ما يؤثر على المعلمات بشكل سلبي, ويدخلها في أزمة مالية تتوجب دفع الرواتب بما هو موجود”.

وحول اختيار المعلمات، تشترط إدارة المؤسسة قبول المعلمة الحاصلة على درجة علمية تؤهلها للتعامل بشكل صحيح وسليم مع الأطفال، “كي نعطى صورة سليمة عن المؤسسة، وإخراج جيل قادر على مواكبة المسيرة التعليمية فأكثر ما يتم التركيز عليه في اختيار الفتيات المعلمات خريجات تخصص تعليم أساسي، وذلك لمعرفتهن الكاملة بكافة المواد العلمية من خلال دراستهن الجامعية”، تقول ألفت.

وحول طبيعة الرواتب المقدمة، أضافت، “أراعي كمديرة لمؤسسة رياض الأطفال مدى التعب ولإرهاق للمعلمات في آلية التعامل مع الأطفال، فرغم تدنى سلم الرواتب المقدم إلا أنني بين الفينة والأخرى أوفر للمعلمات مبالغ مالية إضافية، كتنشيط لهن متمنياً أن تتحسن الظروف الاقتصادية كي يؤثر ذلك ايجابياً على المعلمات.

في السياق ذاته، بين فادي الأشقر رئيس قسم التعليم الخاص في وزارة التربية والتعليم العالي في غزة  إن ضعف تحصيل أرباح الرياض الخاصة، وندرة الدعم المالي للعديد منها، إضافة إلى امتناع جزء كبير من أولياء الأمور عن الإيفاء بالأقساط الشهرية والالتزامات المالية الخاصة بأطفالهم بدعوى الأوضاع الاقتصادية والمادية الصعبة التي يعاني منها مختلف سكان قطاع غزة أثر سلباً على تدنى أجور المعلمات.

وأوضح الأشقر في تصريح لـ قدس الإخبارية، حول دور الوزارة في المراقبة قائلا أن “الوزارة بإمكانها أن تتدخل  في بعض الحالات التي تستوجب الوقوف إلى جانب المعلمات، كمكافئة نهاية الخدمة التي تتخاذل العديد من الرياض الخاصة بتسديدها أو تقوم بدفعها على أقساط، كما تتدخل أيضًا في حالات العلاوات أو الامتيازات نتيجة لسنوات الخبرة الطويلة من5 سنوات فما فوق، فهناك دور للوزارة للتدخل عند اللجوء إليها”.

مئات الآلاف من المصلين أحيَوا “ليلة القدر” في رحاب الأقصى رغم إجراءات الاحتلال

أحيا نحو ثلاثمائة ألف مواطن فلسطيني من القدس وضواحيها وداخل أراضي العام 48 ومَن انطبقت عليهم شروط الاحتلال من أبناء الضفة الغربية ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان الفضيل “ليلة القدر” برحاب المسجد الأقصى المبارك، رغم اجراءات الاحتلال المشددة في المدينة المقدسة.

وأدى المصلون صلوات المغرب والعشاء وقيام الليل “التراويح” بالمسجد المبارك، وتضرع الجميع بنهاية صلاة قيام الليل، وختم القرآن الكريم، الى الله بالدعاء بأن يفك الله أسر المسجد الاقصى والقدس وعموم فلسطين، وتوجهوا بالدعاء والاستغفار.

وكان آلاف المواطنين الوافدين الى المسجد الاقصى شاركوا في الافطارات الجماعية في باحات المسجد ليلة أمس قبل أداء صلوات المغرب والعشاء وقيام الليل، ثم انشغل المصلون بالدعاء وتلاوة القرآن والاستماع الى الدروس والمواعظ الدينية في حلقات دروس لعدد كبير من العلماء في المسجد الاقصى، قبل أن يشارك الجميع في تناول وجبة السحور ثم أداء صلاة الفجر برحابه الطاهرة.

وأوضحت الأوقاف الاسلامية أن وفودا من تركيا وماليزيا وجنوب افريقيا وبريطانيا وفرنسا وأمريكا وروسيا ومناطق الشيشان واندونسيا ومن الأردن شاركت في لإحياء ليلة القدر وقيام الليل والعشر الاواخر من هذا الشهر المبارك في المسجد الاقصى المبارك.

وقال مراسلنا في القدس المحتلة إن عددا كبيراً من المصلين آثروا البقاء في المسجد والاعتكاف به للمشاركة في صلاة الجمعة اليتيمة بالشهر الكريم يوم غد، في الوقت الذي تشهد فيه القدس منذ ساعات الفجر حركة نقل نشطة للمصلين من مركز المدينة الى المدن والقرى والأحياء الفلسطينية المختلفة.

وفي كلمة له بجموع المصلين قبل صلاة العشاء والتراويح، حيّا مدير المسجد الاقصى الشيخ عمر الكسواني عموم المصلين الذين توافدوا من انحاء فلسطين لإحياء ليلة القدر وقال: “يا من شرفكم الله سبحانه وتعالى لتكونوا من عمار المسجد الاقصى، وممن يحيون هذه الليلة في هذا الشهر المبارك”، مؤكدا أن جموع المصلين هذه رسالة للعالم اجمع بأنها أتت لتعزيز اسلامية المسجد والدفاع عن الاقصى وللرباط والاعتكاف فيه.

وكان الاحتلال أعلن في وقت سابق من يوم أمس حزمة من الاجراءات المشددة في مدينة القدس تزامنا مع احياء هذه الليلة المباركة، تشمل منع المواطنين من أبناء المحافظات الشمالية من تقل أعمارهم عن الأربعين عاما من دخول المدينة والصلاة في الاقصى المبارك، والسماح للرجال لمن يبلغون من العمر ما بين 30 إلى 40 عامًا، الدخول بتصريح الصلاة المخصص ليوم غد الجمعة، ونشر المزيد من قوات الاحتلال، والدوريات الراجلة والمحمولة والخيالة، وإغلاق طرقات، ونصب متاريس وغيرها من اجراءات تشهدها فعليا المدينة المقدسة منذ مساء الجمعة الماضي عقب استشهاد ثلاثة شبان ومقتل مجندة بشرطة الاحتلال وسط القدس المحتلة.

هذه الاجراءات استنكرتها دائرة الأوقاف الاسلامية على لسان مديرها العام الشيخ عزام الخطيب، والذي أكد موقف الأوقاف بضرورة تمكين وصول جميع المسلمين لأداء الصلوات والعبادات في المسجد الاقصى في ليلة القدر وايام الجمع وطوال العام دون ان يكون هناك تحديد للأعمار ودون قيود وشروط ،مؤكدا أن تحديد الاعمار عملية يقصد بها تقييد العبادة.

ولفت مراسلنا الى الاستعدادات الضخمة للجان حارات وأحياء القدس القديمة للتسهيل على الوافدين الى الأقصى، في الوقت الذي كانت فيه كافة اللجان العاملة في الأقصى بكامل جهوزيتها، خاصة اللجان الكشفية والنظامية، والصحية والإغاثية والتطوعية، وعملت جميعها بالتنسيق مع الأوقاف الاسلامية كخلية نحل للتسهيل على المصلين وتقديم كل سبل الراحة لهم في مسجدهم المبارك، في الوقت الذي أشرفت فيه الأوقاف على تقديم آلاف الوجبات الرمضانية للوافدين الى الأقصى من قبل العديد من الهيئات والمؤسسات الخيرية.

الاحتلال يمنع من هم فوق الـ40 سنة من دخول القدس في “ليلة القدر”

أعلنت سلطات الاحتلال عن اجراءاتها التي ستتخذها يوم غد، الموافق السادس والعشرين من شهر رمضان، وليلة السابع والعشرين منه والتي اصطلح على تسميتها بـ”ليلة القدر”، في مدينة القدس، وأكدت منعها للمواطنين من أبناء المحافظات الشمالية منم تقل أعمارهم عن الأربعين عاما من دخول المدينة والصلاة في الاقصى المبارك.

كما أعلنت أنها ستسمح للرجال لمن يبلغون من العمر ما بين 30 إلى 40 عامًا، الدخول بتصريح الصلاة المخصص ليوم الجمعة المقبل، وستسمح بدخول النساء لجميع الأعمار، فيما الأطفال لمن يقل عن ١٢٢ عاماً فقط.

وأكد بيان لشرطة الاحتلال أن اجراءات مشددة ستتخذها في المدينة المقدسة في اليومين القادمين، تشمل نشر المزيد من قوات الاحتلال، والدوريات الراجلة والمحمولة والخيالة، وإغلاق طرقات، ونصب متاريس وغيرها من اجراءات تشهدها فعليا المدينة المقدسة منذ مساء الجمعة الماضي عقب استشهاد ثلاثة شبان ومقتل مجندة بشرطة الاحتلال وسط القدس المحتلة.

ولفت بيان شرطة الاحتلال الى انه، على الوافدين للمسجد الاقصى من مدن الضفة الغربية، العودة بعد انتهاء الصلاة الى النقطة التي غادروا منها الحافلات.

الاحتلال ينذر مؤسسات القدس بإغلاق حساباتها المصرفية

وجهت سلطات الاحتلال، كتبًا وإنذارات تطالب فيها المؤسسات والجمعيات والشركات والمراكز القائمة في القدس المحتلة على اختلاف مجالات عملها، بإغلاق حساباتها المصرفية.

وقالت دائرة شؤون القدس في منظمة التحرير الفلسطينية، في بيانٍ لها: إن سلطات الاحتلال طلبت من أصحاب المؤسسات الحضور لمراكزها لاستلام شيكات بما لها من أموال في تلك المصارف، بشكل مفاجئ ودون أسباب تبرر هذه الإجراءات التعسفية الاحتلالية، ودون مراعاة لأبسط قواعد التعامل.

ونددت الدائرة بإجراءات الاحتلال التي اتخذتها بحق هذه المؤسسات الاجتماعية أو الثقافية أو التعليمية أو الاغاثية أو الإسكانية أو القانونية أو الهندسية للمقدسيين الصامدين على أرضهم، رغم جميع أشكال التضييق والعنصرية والهمجية التي تمارس بحقهم في المدينة المقدسة.

ولفتت إلى خطورة هذه الإجراءات والممارسات غير المسؤولة وغير المسبوقة ضد شعبنا ومؤسساته، والتي تأتي في سياق السياسة العنصرية والتطهير العرقي التي تنتهجها حكومة الاحتلال “الإسرائيلي” بشكل صارخ.

وأشارت إلى أن إبلاغ هذه المؤسسات المقدسية العاملة في مدينة القدس على أشكالها ومجالاتها كافة، بإغلاق حساباتها البنكية هو إجراء تعسفي في سياق عملية تهجير المقدسيين وتهجير مؤسساتهم من المدينة المقدسة، رغم أن هذه المؤسسات تعمل وفق الأصول وحساباتها مكشوفة وتتطابق مع أهداف تأسيسها وغايات تسجيلها.

وذكرت أن هذه المؤسسات لديها مدققو حسابات قانونيون “إسرائيليون”، وتدفع رسومها السنوية بالكامل، متسائلة عن دوافع وغايات إبلاغ هذه المؤسسات الملتزمة بإغلاق حساباتها البنكية التي تقدم خدماتها للفلسطينيين والمقدسيين.

وقالت: إن هذه الخطوة التي اتخذتها سلطات الاحتلال، سياسية بامتياز وليست لغرض مصرفي بل في إطار سياسة العقوبات الجماعية ضد الفلسطينيين المدنيين العزل وتهجيرهم وتهجير مؤسساتهم في سياق سياسة التهجير القسري.

سويسرا وإسبانيا تحبطان جهودا “إسرائيلية” لتجريم نشاط “BDS”

قالت الحركة العالمية لمقاطعة الاحتلال “الإسرائيلي” (BDS)، “إن محاولات الكيان “الإسرائيلي” لتمرير مشروع قرار في البرلمان السويسري لتجريم عمل الحركة، قد باءت بالفشل”.

وذكرت في بيان لها مساء الاثنين، “أن حكومة الاحتلال “الإسرائيلي” فشلت في الحملة التي تخوضها بدعم من اللوبي الصهيوني الأوروبي لحظر التمويل الحكومي عن المنظمات التي تنادي وتدعم نضال وحقوق الشعب الفلسطيني من خلال استراتيجية المقاطعة”.

ولفتت الحركة إلى “أن الحكومة المركزية الإسبانية أكدت أن الحق في الدعوة إلى مقاطعة “إسرائيل” والتضامن مع النضال الفلسطيني محمي بموجب القوانين التي تكفل حرية التعبير”.

ووصفت قرار الحكومة الإسبانية بـ “السابقة التاريخية”، مبينة “أن القرار يعني انضمام الحكومتين السويسرية والإسبانية، لمواقف أوروبية رسمية في رفض تقييد حق الدعوة للمقاطعة كأداة لمناصرة حقوق الشعب الفلسطيني”.

 

​الإفطار في المسجد الأقصى.. رباط من نوع آخر

تفضل العديد من العائلات في القدس ومدن الداخل الفلسطيني ترك منازلهم في شهر رمضان، والذهاب إلى ساحات المسجد الاقصى يوميًّا عند موعد الإفطار، لنيل أجر الصيام والرباط في المسجد الأقصى.

وتتوزع عشرات العائلات في ساحات المسجد الأقصى ومعهم كبار السن والأطفال في مجموعات، وتكون مائدة الطعام متنوعة الأطعمة مع مشروبات باردة.

المصور الصحفي خالد زغاري ابن مدينة القدس ومصورها منذ أكثر من عشرين عامًا يقول لـ”فلسطين”: “هذا التقليد موجود في مدينة القدس، وزاد في المدة الأخيرة مع ازدياد الخطر على المسجد الأقصى، ويحاول الجنود على أبواب المسجد الأقصى اعتراض العائلات التي تكون معها موائد الطعام في طناجر كبيرة، لكن إصرار العائلات يجبر جنود الاحتلال على التنحي جانبًا”.

ويصف المصور زغاري الأجواء الرمضانية وقت المساء في ساحات المسجد الأقصى والعائلات تتوزع في كل زوايا المسجد قائلًا: “يتحلقون حول موائد الطعام، ويتبادلون فيما بينهم الأصناف المختلفة، فهذه العائلة تأتي عائلة أخرى تهدي إليها بعض أنواع الأطعمة والمشروبات، وتقابلها العائلة بهدية أخرى، فكل مظاهر التكافل تتجلى في تلك اللحظة، وبعد انتهاء الإفطار تجد العائلات تقوم بعملية التنظيف الجماعية للحفاظ على نظافة المسجد، ولا ينتظرون عمال النظافة حتى يقوموا بعملية التنظيف، وهذا يسجل لتلك العائلات التي يشارك في هذه اللفتة الصغير والكبير فيها”.

د. ناجح بكيرات رئيس أكاديمية القرآن في المسجد الأقصى يصف إفطار العائلات المقدسية وفلسطينيي الداخل برباط من نوع جديد.

ويقول لـ”فلسطين”: “هذا النوع من الرباط يشارك فيه كل الفئات العمرية، والمكان الذي تأكل فيه الطعام تتكون معه علاقة أخرى من ذكريات تحفر في الذاكرة، والاحتلال يسعى إلى شطب العلاقة المتينة بين الفلسطيني المسلم والمسجد الاقصى “، لافتًا إلى أنهم يجن جنونهم عندما يشاهدون اطفالًا في الأسابيع الأولى من حياتهم، وكبار سن في الثمانين يأتون من مسافات بعيدة كي يفطروا على أرض المسجد الأقصى.

ويضيف: “فالاحتلال منع العلم على مصاطب المسجد الأقصى، وعد التعليم على هذه المصاطب تنظيمًا محظورًا، فهل سيعد الإفطار على مصاطب المسجد الأقصى تنظيمًا محظورًا أيضًا؟!”، يجيب: “أنا لا أستبعد أي إجراء عنصري من قبل الاحتلال، لكن الفلسطيني دائمًا يبدع في أشكال الدعم والرباط”.

الشيخ كامل ريان رئيس مؤسسة إعمار المقدسات سابقًا من قرية كفر برا في الداخل المحتل يقول لـ”فلسطين”: “فلسطينيو الداخل لديهم تقليد قديم يتمثل في الإفطار العائلي داخل المسجد الأقصى، وهو من شد الرحال المميز في المسجد الأقصى”.

يضيف: “ويكون الخروج إلى شد الرحال إما في حافلات أو المركبات الخاصة، ويمكن مشاهدة هذا الأمر بوضوح عند ساعات المساء والتحضيرات قائمة من قبل العائلات للإفطار، وهذا الأمر له آثار إيجابية إذ يوثق الصلة بين الفلسطينيين ومسجدهم المهدد من الجماعات المتطرفة، ولا تكاد مدينة أو بلدة أو قرية في الداخل لا تشارك في هذه الظاهرة الرائعة من بالمسجد الأقصى، فكلٌّ يشجع الآخر على القدوم إلى المسجد الأقصى والإفطار في أجواء عائلية، وعند انتهاء الشهر الفضيل تبقى الذكريات الجميلة لدى كل من شارك في هذا الإفطار من العائلات، فهي عملية شد رحال ورباط وتاريخ يوثق في قلوب وعقول الفلسطينيين”.

ويقول رئيس الهيئة الإسلامية العليا خطيب المسجد الأقصى د. عكرمة صبري عن وجود عائلات داخل ساحات المسجد الأقصى: “هذا إنجاز بكل ما تعنيه الكلمة، فالاحتلال يريد أن يكون الأقصى وحيدًا دون منابع ترفده، الدافع الديني والوطني يدفع كل فلسطيني إلى الرباط في المسجد الأقصى بصور عديدة، وشاهدت بأم عيني كيف تتوزع العائلات الفلسطينية في كل المساحة الخارجية، وهذا إعمار لكل الساحات، بحيث لا يستغل الاحتلال عدم إشغالها وفراغها، فوجود العائلات على كامل مساحات المسجد الأقصى إعلان سيطرة وسيادة رغمًا عن الاحتلال”.

بدوره يؤكد مدير جمعية الأقصى لرعاية الأوقاف والمقدسات الإسلامية غازي عيسى أهمية توفير وجبات إفطار لضيوف الرحمن في المسجد الأقصى طوال شهر رمضان المبارك، خاصة للذين يشدون الرحال من خارج مدينة القدس من الداخل الفلسطيني والضفة الغربية وقطاع غزة، وإحياء الأقصى بمصليه، مشيرًا إلى أن الجمعية تقوم على هذا المشروع منذ عدة سنوات.

ويقول عيسى لـ”فلسطين”: “ليس هناك عدد محدد للوجبات التي تقدمها جمعية الأقصى في رمضان، فهي متفاوتة حسب أعداد المصلين، ومرتبطة أيضًا بالأوضاع السياسية، ومدى إمكانية الوصول إلى الأقصى، ولكن دون شك تكون الوجبات المقدمة لعشرات الآلاف متنوعة بين وجبات إفطار وسحور للمعتكفين”.

وتعتمد جمعية الأقصى في تمويل الإفطارات على صدقات أهل الخير داخل أراضي الـ48 المحتلة، حيث تستقبل الجمعية في فروعها ومندوبوها في المناطق كافة (النقب، والمثلث، والجليل) التبرعات والصدقات، التي يطلب أصحابها أن تكون في خدمة المسجد الأقصى من خلال مشاريع الجمعية، وأهمها “مشروع إفطار الصائم”، و”مشروع قوافل الأقصى” لشد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك.

وتسعى الجمعية إلى تحقيق الهدف الأول من وراء مشروع إفطار صائم، وهو خدمة ضيوف الرحمن الوافدين من المناطق كافة للعبادة في المسجد الأقصى، وتحفيزهم على الاستمرار في شد الرحال إلى المسجد، إضافة إلى أهداف أخرى لا تقل أهمية تتثمل في دعم الاقتصاد المقدسي بتشغيل المطاعم في المدينة المقدسة، وتشغيل الأيدي العاملة من الشباب المقدسيين في إعداد الوجبات ونقلها وتوزيعها وتنظيمها.

فلسطين أونلاين

رائد صلاح يحذر من غلاف استيطاني حول مدينة القدس

حذر الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في الداخل المحتل، من محاولة الاحتلال لإنشاء غلاف استيطاني احتلالي صهيوني حول كل مساحة القدس والتي بدأ يسميها بمصطلح “القدس الكبرى”.

وأضاف في لقاء مع قناة الجزيرة القطرية مساء الإثنين، أن الاحتلال يطمع إلى أن يمتد شمال القدس حتى مشارف رام الله، ثم جنوب القدس حتى مدخل بيت لحم، ثم شرق القدس حتى الصحاري القريبة من أريحا، ثم من غربي القدس باتجاه البحر المتوسط.

وأوضح أن المقدسيون يعانون من سرقة بيوتهم ومنع ترميمها من قبل الاحتلال الصهيوني، بالإضافة لسرقة المقدسات وأرض الوقف وجملة من القوانين التي تهدف للإستيلاء على أرض القدس والسيطرة عليها .

وأكد أن الاحتلال يحاول الهيمنة على المدارس ومناهج التعليم وتهويد الشوارع والأحياء، مشيراً أن الاحتلال ينوي تركيب ونشر مئات كاميرات المراقبة لمراقبة أهل القدس عن قرب.

وأشار أن الاحتلال يجري عمليات قرصنة لمحاولة التركيز على تهويد القدس القديمة ومن ثم الامتداد لتهويد الحارات المقدسية المحيطة بالبلدة القديمة.

وقال الشيخ رائد صلاح إن العالم العربي والإسلامي تعامل مع القدس كأنها قضية إغاثة وليست مقدسة.

وعد بلفور .. ثلاثة وتسعون عاماً ننتظر وعد الله

لا تزال الذاكرة الفلسطينية حافلة بالمئات من المواقف التاريخية المؤلمة التي حفرت أخاديد قاسية على وجه القضية الفلسطينية وجبينها الذي لم ينحن على الإطلاق رغم عواصف التآمر وزوابع الإجرام .

ففي مثل هذا اليوم وقبل ثلاثة وتسعين عاماً ، وبشكل دقيق في الثاني من نوفمبر لعام ألف وتسعمائة وسبعة عشر كانت فلسطين وشعبها الأبي العربي المسلم على موعد مع جريمة كانت أماً لجرائم عظيمة ومجازر كبيرة حلت بشعب فلسطين إنه وعد بلفور.

هذا الوعد الذي أعطى فيه من لا يملك من لا يستحق ، وعد منحت فيه الدولة الاستعمارية بريطانيا حقاً لليهود بوطن قومي على الأرض الطاهرة المقدسة الموقوفة للمسلمين ’ فلسطين ’ .

بدايات قديمة

وترجع البدايات الأولى لفكرة إنشاء وطن خاص باليهود، يجمع شتاتهم ويكون حارسًا على مصالح دول (أوروبا) الاستعمارية في الشرق إلى ما قبل الحملة الفرنسية على مصر، وتجلى ذلك بوضوح في خطاب ’نابليون’ الذي وجهه إلى يهود الشرق؛ ليكونوا عونًا له في هذه البلاد.

وقد وجدت هذه الدعوة صدى لها لدى كثير من اليهود، فقد كتب المفكر اليهودي (موسى هس) يقول: إن ’فرنسا’ لا تتمنى أكثر من أن ترى الطريق إلى ’الهند’ و’الصين’ وقد سكنها شعب على أهبة الاستعداد لأن يتبعها حتى الموت.. فهل هناك أصلح من الشعب اليهودي لهذا الغرض؟!

ومع نهايات القرن التاسع عشر انتقلت فكرة الصهيونية التي تزعمها ’تيودور هرتزل’ مؤسس الحركة الصهيونية – من مرحلة التنظير إلى حيّز التنفيذ، وذلك بعد المؤتمر الصهيوني الأول الذي عقد في بازل عام (1314هـ : 1897م)، وتجلى ذلك بوضوح في سعي الصهيونيين الدائب للحصول على تعهد من إحدى الدول الكبرى بإقامة وطن قومي يهودي توجت بهذا الوعد المشئوم.

لقد كان التفكير يتجه في البداية إلى منح اليهود وطنًا في شمال أفريقيا، ثم تلا ذلك تحديد منطقة العريش، ولكن هذه المحاولات باءت بالفشل.

أفريقيا لا .. فلسطين نعم

فاتجه تفكير اليهود إلى ’فلسطين’، وسعوا للحصول على وعد من ’تركيا’ – صاحبة السيادة على ’فلسطين’ – لإنشاء وطن لليهود فيها، وسعى ’هرتزل’ إلى مقابلة السلطان ’عبد الحميد الثاني’، وحاول رشوته بمبلغ عشرين مليون ليرة تركية، مقابل الحصول على فلسطين.

مواقف العزة

لكن السلطان رفض وقال: ’لا أقدر أن أبيع ولو قدمًا واحدة من البلاد؛ لأنها ليست لي، بل لشعبي، لقد حصل شعبي على هذه الإمبراطورية بإراقة دمائهم، وفضلوا أن يموتوا في ساحة القتال، إن الإمبراطورية ليست لي، بل للشعب التركي، ولا أستطيع أن أعطي أحدًا أي جزء منها، ليحتفظ اليهود ببلايينهم، فإذا قسمت الإمبراطورية فقد يحصل اليهود على فلسطين بدون مقابل، إنما لن تقسم إلا جثثنا، ولن أقبل بتشريحنا لأي غرض كان’.

وبعد إتفاقية سايكس بيكو عام 1916 م والتي قسمت البلاد العربية والإسلامية عمدت بريطانيا إلى بسط نفوذها على جزء مهم من هذه البلاد، وسعت في نفس الوقت إلى تلبية رغبة حاييم وايزمن والصهيونية العالمية بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين و التي اتخذت شكل ’تصريح’ و الذي عرف باسم ’ وعد بلفور’.

ويناقض الوعد, مع ذاته، حين قال بضمان حقوق السكان الأصليين, فيما يشير واقع الحال إلى أن الصهاينة جسدوا ذلك الوعد في عامي 1948 و 1967 حين احتلت الأراضي الفلسطينية والعربية وهجرت السكان الأصليين وصادرت حقوقهم , بل وحولت احتلالها إلى قضية مطلبية تطورت عبر التاريخ.

ومنذ ذلك الحين والشعب الفلسطيني يتجرع المرارة ويشرب من كأس الإجرام ويغوص في حمامات الدم نتيجة لهذا الوعد المشئوم والظالم , والذي جلب لهذه الأرض المباركة ولهذا الشعب الطيب المسالم أناساً هم أحقر من دب على الثرى وأنجس من تنفس الهواء .

نظرة قرآنية

كيف لا وهم من قتل الأنبياء وأشبعوا الدنيا فساداً وإفساداً ، وتآمروا على الدنيا بأسرها لأجل تحقيق مصالحهم وأهوائهم .

ولكنهم اليوم يجتمعون لحتفهم وشعبنا لهم بالمرصاد وصدق الله القائل : ’فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا ’

ويقو كثير من العلماء أننا نحن نعيش الإفساد الثاني لليهود إذا علمنا أن إفساد اليهود الأول كان في المدينة، وأن المسلمين هم الذين قضوا على ذلك الإفساد، نعلم أن الكَرّة تعود لليهود في الإفساد الثاني على الأجيال اللاحقة من المسلمين، وهي الأجيال التي تعيش في هذا الزمان .

ثم رددنا لكم الكرة عليهم’، ولم تكن لليهود كرة على الأقوام السابقين الذين حاربوهم. ’ وأمددناكم بأموال وبنين…..’ أي أن قوة اليهود ليست ذاتية بل خارجية، أمدهم الله بها ليقضي عليهم، ويتم بوسيلتين هما الأموال والبنين، وهذا ما نراه واضحاً في أيامنا هذه، فالغرب يمدهم بالمال ويسهل هجرة اليهود إلى فلسطين.

’ جئنا بكم لفيفاً…..’ لقد مضى على اليهود أكثر من قرن وهم يأتون ملتفين في هجرات متتابعة إلى فلسطين، ولن يتوقف ذلك حتى يتم تجميع كل اليهود في هذه المنطقة تمهيداً للقضاء عليهم. ’ وجعلناكم أكثر نفيراً…’ أي أن الله عز وجل سيجعل اليهود الأكثر أعواناً ومؤيدين، وهذا يبدو واضحاً من مواقف العالم معهم.

’ إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم…’ هذا رد على زعم تفرد اليهود على البشرية، وتفضيلهم على باقي الناس، فهي أوهام اخترعوها ولا أساس لها. هذا هو الإفساد الأخير لليهود.

نص الوعد المشئوم

عزيزي اللورد ’روتشلد’

يسرني جدًّا أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة صاحب الجلالة التصريح التالي الذي ينطوي على العطف على أماني اليهود والصهيونية، وقد عرض على الوزارة وأقرّته:

’إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يكون مفهومًا بشكل واضح أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الأخرى’.

وسأكون ممتنًا إذا ما أحطتم اتحاد الهيئات الصهيونية علمًا بهذا التصريح.

المخلص..آرثر بلفور