10 دلالات للقرار الأمريكي بالاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال..

لقد خطف إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب القدس عاصمة لدولة الاحتلال الأضواء ليحلّ خبرًا رئيسًا في عناوين الأخبار، وهذا الإعلان يكشف في خلفياته المواقف العدائية للإدارة الأمريكية تجاه فلسطين والقدس، ويلقي بظلاله لإعطاء شرعية الوجود لدولة الاحتلال الإسرائيلي في القدس وتمكينها من تهويد القدس ومقدّساتها، وهذا الإعلان أثار التساؤلات حول القرار ومراميه، وفتح الأبواب مشرعة لمعرفة معنى ودلالة هذا القرار..

ماذا يعني القرار الأميركي؟

تزوير هوية القدس العربية الإسلامية والمسيحية والادعاء بأنها عاصمة يهودية موحدة للاحتلال.

الاعتراف بشرعية الاحتلال الصهيوني في القدس وتشريع الاستيطان والتهويد ومخططات الاحتلال لتغيير هوية القدس العربية الإسلامية والمسيحية.

تشجيع دول أخرى تتأثر بنفوذ أمريكا على الاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال الصهيوني.

تحكُّم الاحتلال بالكامل بالمسجد الأقصى بحجة أنها تقع في نطاق عاصمته، وسترتفع محاولات الاحتلال فرض سيطرته الإدارية على الأقصى، وعلى أعداد المستوطنين الذي يقتحمون المسجد وتحويل الوجود اليهودي من وجود عابر في جولات محددة إلى وجود دائم، يحول المسجد الأقصى لمكان عبادة يستوعب أنشطة المستوطنين ومناسباتهم الدينية.

تكثيف مخططات طرد المقدسيين وتهجيرهم واستجلاب المزيد من المستوطنين، لإظهار أن المستوطنين اليهود هم الأكثرية السكانية فيما يريدونه عاصمة لكيانهم الغاصب.

مصادرة المزيد من أراضي الفلسطينيين في القدس بحجة أنها تابعة لـما يريدونه عاصمة الكيان

الصهيوني.

فرض حصار أكبر على المجتمع المقدسي، وضرب قطاعاته الصحية والاقتصادية والتعليمية وغيرها.

إغلاق المؤسسات الخيرية والدينية والثقافية التي تعنى بالحفاظ على وجود المجتمع المقدسي وكيانه.

التمهيد لإتمام ما يسمى “صفقة القرن” لإنهاء قضية فلسطين، عبر إزالة عقبة القدس التي يصعب الوصول إلى اتفاق حولها يرضي الإسرائيليين والفلسطينيين.

الإخلال بكل الاتفاقات والمواثيق الدولية بشأن القدس، وخاصة قرارات مجلس الأمن والجمعية العمومية واليونيسكو التي لا زالت تعتبر المدينة تحت احتلال عسكري.

الرئاسة الفلسطينية: تصويت الكنيست بشأن القدس إعلان حرب

تواصلت ردود الفعل الفلسطينية المنددة بتصديق برلمان الاحتلال (الكنيست) على مشروع قانون جديد بشأن القدس، يمنع أي حكومة “إسرائيلية” من التفاوض على أي جزء من القدس إلا بعد موافقة ثلثي أعضاء الكنيست.

وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إن إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب اعتبار القدس عاصمة لـ”إسرائيل”، وتصويت “الكنيست” على قانون القدس الموحدة، هما بمثابة إعلان حرب على الشعب الفلسطيني وهويته السياسية والدينية.

وأضاف أبو ردينة -في بيان- أن هذا التصويت يشير بوضوح إلى أن الجانب “الإسرائيلي” أعلن رسميا نهاية ما يسمى بالعملية السياسية.

وأكدت الرئاسة الفلسطينية في بيانها أن اجتماع المجلس المركزي في 14 من الشهر الجاري، سيدرس اتخاذ كافة الإجراءات المطلوبة وطنيا لمواجهة التحديات التي تستهدف الهوية الوطنية والدينية للشعب الفلسطيني.

وحملت الرئاسة الفلسطينية الحكومة “الإسرائيلية” مسؤولية التصعيد اليومي والخطير، واعتبرت أن أي محاولة لإخراج القدس من المعادلة السياسية لن تؤدي إلى أي حل أو تسوية.

من جهته، أكد مجلس الوزراء الفلسطيني برئاسة رامي الحمد الله أن القرار الذي تبناه حزب الليكود بفرض السيادة “الإسرائيلية” على الضفة الغربية، في حال تم تطبيقه من الحكومة “الإسرائيلية”، سيكون إعلانا للحرب على الشعب الفلسطيني وإنهاء لما تبقى من أمل طفيف في ما يسمى عملية السلام.

وأضاف المجلس أن الشعب الفلسطيني سيرد على هذا التصعيد “الإسرائيلي” الخطير بالدفاع عن أرضه والصمود عليها ورفض تنفيذ المخططات “الإسرائيلية”.

الاحتلال يُمدّد اعتقال “عهد التميمي” ووالدتها

مدّدت محكمة “عوفر” العسكرية الصهيونية، غرب رام الله، مساء أمس، اعتقال الطفلة الفلسطينية عهد التميمي (16 عاما) ووالدتها ناريمان (40 عاما)، 8 أيام، لـ”استكمال التحقيق معهما”.

وهذه المرة الثالثة التي تمدّد فيها المحكمة الإسرائيلية، اعتقال عهد ووالدتها، بطلب من نيابة الاحتلال.

وفي وقت سابق أمس، قدمت نيابة الاحتلال العسكرية، لائحة اتهام بحق عهد ووالدتها ناريمان، وفق ناطق عسكري صهيوني.

وقال الناطق باسم جيش الاحتلال، إن “الطفلة عهد، متهمة بمهاجمة ضابط وجندي “إسرائيلي”، إضافة إلى خمسة أحداث أخرى هاجمت فيها أفراد قوات الأمن وألقت باتجاههم الحجارة”.

وأضاف في بيان أن “عهد متهمة باعتراض عمل الجيش والمشاركة في أعمال شغب وتحريض الآخرين على المشاركة فيها”، بحسب قوله.

وأشار إلى أنه “تم تقديم لائحة اتهام بحق ناريمان، بسبب مشاركتها في الحادث ذاته، والتحريض على شبكة فيسبوك“، مبينا أن “النيابة العسكرية طلبت تمديد فترة اعتقال عهد ووالدتها حتى استكمال الإجراءات القانونية بحقهن”.

وكانت قوات الاحتلال اعتقلت الطفلة عهد، فجر يوم 19 كانون ثاني/ ديسمبر الجاري، بعد انتشار مقطع فيديو يظهرها وهي تطرد جنديين بقوات الاحتلال من ساحة بيتها في قرية “النبي صالح” شمال رام الله.

وفي اليوم ذاته، اعتقلت سلطات الاحتلال باعتقال والدتها ناريمان أثناء محاولتها زيارة ابنتها أول أيام احتجازها.

وفي اليوم الثاني (20 كانون أول/ديسمبر)، اعتقلت قوات الاحتلال نور التميمي (21 عاما)، ابنه عم عهد، لظهورها في مقطع الفيديو ذاته، وهي تقاوم قوات الاحتلال.

نقاط متفرقة حول التهويد خلال عام 2017

  • احتفلت أذرع الاحتلال بالذكرى الـ 50 على احتلال كامل القدس، عبر فعاليات وعروض فنية ضخمة، ورفع عشرات الأعلام الإسرائيلية في القدس المحتلة.
  • رفع الاحتلال علمًا إسرائيليًا ضخمًا (180 م2) في 23/5/2017 على سارية “تل الذخيرة”، حيث وقعت المعركة الأشرس خلال احتلال القدس.
  • خلال مهرجان “كان” السينمائي، ارتدت وزيرة الثقافة في حكومة الاحتلال ميري ريغف، فستانًا نقشت على أطرافه صورة أسوار القدس وقبة الصخرة وحائط البراق.
  • عقدت حكومة الاحتلال جلسة خاصة في 28/5/2017، في أحد الأنفاق يبعد من الأقصى نحو 20 مترًا، وصدر عن الجلسة عدد من القرارات التهويدية.
  • بحسب منظمة “هيومن رايتس ووتش” يسكن 90 ألف فلسطيني في الشطر الشرقي من القدس المحتلة في منازل مبنية دون تصريح، ومهددة بالهدم.
  • كشفت تقارير بأن ثلث تلاميذ المدارس العربيّة في التعليم الرسميّ يتسربون من مقاعد الدراسة، ووصلوا لعام 2017 إلى نحو 1300 تلميذ.
  • أغلقت قوات الاحتلال المسجد الأقصى لثلاثة أيام من 14-16/7/2017، بعد عملية الشبان الجارين، وأمام الصمود المقدسي في هبة باب الأسباط، أُجبر الاحتلال على التراجع عن جميع اعتداءاته وأزال البوابات الإلكترونية والجسور الحديديّة في 27/7/2017.
  • أعلنت سلطات الاحتلال عن إنشاء وحدة شرطة جديدة متخصصة في المسجد الأقصى، ستتشكّل من 100 شرطي، و 100 آخرين ينضمون عام 2018. بالإضافة لزيادة عديد شرطته في القدس بـ 525 شرطيًا، وإقامة 15 مركزًا جديدًا في المدينة.
  • التفافًا على انتصار هبة باب الأسباط، عملت شرطة الاحتلال وابتداءً من 7/11/2017 على تركيب كاميرات “ذكية” على مداخل الأقصى، والتي ستصل إلى 40 كاميرا.
  • سمحت سلطات الاحتلال بالاقتحامات السياسية ليومٍ واحد فقط، في 29/8/2017 حيث اقتحم عضوا الـ”كنيست” المتطرف يهودا غليك وشولي روفائلي الأقصى برفقة عشرات المستوطنين.
  • اقتحم الأقصى خلال 2017 نحو 28189 مستوطنًا يهوديًا وعنصرًا أمنيًا تابعًا للاحتلال.
  • تصل المشاريع التي يعرقل تنفيذها الاحتلال في الأقصى إلى نحو 30 مشروعًا.
  • الكشف عن تسريب الكنيسة الأرذوذكسية –اليونانية- في القدس المحتلة فندقي البتراء والإمبريـال و22 محلًا تجاريًّا، في ميدان عمر بن الخطاب عند باب الخليل.
  • الكشف عن تسريب قطعة أرض في الشيخ جراح بالقدس المحتلة، لشركة أجنبية مرتبطة بشركات استيطاني، تزيد مساحة الأرض على 685 مترًا مربعًا.
  • يعمل الاحتلال على إقرار مشروع قانون “القدس الكبرى”، الذي يسمح بإخراج نحو 100 ألف فلسطيني، وضم 140 ألف مستوطن إلى القدس المحتلة.
  • أعلن ترمب اعتراف الولايات المتحدة بالقدس “عاصمة” لدولة الاحتلال في 6/12/2017، وأعلن نقله لسفارة بلاده من “تل أبيب” إلى القدس.
  • صدر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارٌ في 21/12/2017، يرفض اعتراف ترامب بالقدس “عاصمة” للاحتلال.
  • بلغت الحفريات أسفل وفي محيط الأقصى نحو 64 حفرية.
  • قدمت وزيرة الثقافة والرياضة في حكومة الاحتلال خطةً لرصد فائض الميزانية البالغ نحو 250 مليون شيكل (70 مليون دولار أمريكي)، لأعمال الحفر والتنقيب عن “المعبد”، في منطقة المسجد الأقصى والبلدة القديمة.
  • افتتحت أذرع الاحتلال كنيسًا يهوديّا فخمًا في 19/12/2017 أسفل حائط البراق، مقابل ما يسمى “الحجر الكبير” في حفريات حائط البراق.
  • بدأ الاحتلال تنفيذ خطة كبيرة لتهويد منطقة باب العمود في 20/12/2017، وتتضمن تغيير معالم المنطقة وزرع مسارات وأبراج مراقبة.

 

إدارة الأبحاث والمعلومات

مؤسسة القدس الدولية

مؤسسة القدس الدولية تصدر تقرير حصاد القدس السنوي لعام 2017

أصدرت مؤسسة القدس الدولية تقرير حصاد القدس السنوي لعام 2017 الذي يرصد واقع مدينة القدس المحتلة عبر ثلاث أبواب رئيسة تشمل “تهويد الأرض والمقدسات” – “السكان (أهل القدس)”- “الاحتلال وعمليات المقاومة” ضمن الفترة الممتدة من 1/1/2017 حتى 31/12/2017.

وأكدت المؤسسة أن سلطات الاحتلال هدمت خلال عام 2017، نحو 154 منزلًا ومنشأةً سكنيةً وتجاريةً وزراعية بمختلف قرى وبلدات القدس المحتلة من بينها 13 منزلًا أُجبر أصحابها على هدمها بأنفسهم تفاديًا لدفع تكاليف الهدم الباهظة، وأخطرت سلطات الاحتلال بالهدم 555 منزلًا ومنشأة، فيما استولت مجموعات المستوطنين على 6 منازل في القدس خلال هذا العام.

وقالت المؤسسة:” إن سلطات الاحتلال وافقت على بناء 16252 وحدة استيطانية خلال عام 2017 في العديد من المستوطنات المقامة على أراضي الفلسطينيين في القدس المحتلة والأحياء العربية المقدسية”.

وشكل فوز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، دعمًا للحكومة الإسرائيلية لتعزيز سياستها الاستيطانية في فلسطين المحتلة، من خلال الاعلان عن عشرات المخططات الاستيطانية والتهويدية في القدس والضفة الغربية المحتلتين.

وأضافت المؤسسة في تقريرها:” أن 17 مقدسيًا استشهدوا على يد قوات الاحتلال بوسائل مختلفة لا سيما القتل المتعمد، كما استشهد29 فلسطينيًّا في الضفة الغربية وقطاع غزة خلال هبتي “باب الأسباط” في شهر تموز/ يوليو، و”هبة العاصمة بعد قرار ترمب” في شهر كانون أول/ديسمبر 2017″.

وبيَّن التقرير أن قوات الاحتلال اعتقلت خلال عام 2017 أكثر من 2216 مقدسيًا، جزء كبير منهم خلال هبتي “باب الأسباط” في شهر تموز/ يوليو، و”هبة العاصمة بعد قرار ترمب” في شهر كانون أول/ديسمبر 2017.

وأوضحت المؤسسة أن قوات الاحتلال ما زالت تحتجز جثمان 15 شهيدًا فلسطينيًا استشهدوا منذ مطلع انتفاضة القدس أواخر عام 2015، بينهم 3 شهداء مقدسيين، وهم الشهيد مصباح أبو صبيح (39 عامًا) والذي استشهد في (9/10/2016) والشهيد فادي أحمد القنبر (28 عامًا) والذي استشهد في (8/1/2017) والشهيد نمر محمود الجمل (36 عامًا) والذي استشهد في (26/9/2017).

وقالت المؤسسة:” تجلت عنصرية الاحتلال من جديد خلال “هبة العاصمة بعد قرار ترمب” بقتل قوات الاحتلال للفلسطيني المقعد إبراهيم أبو ثريا ( 29 عامًا) في (19/12/2017) أثناء مشاركته في مسيرات الغضب التي خرجت عند السياج الحدودي في قطاع غزة، بالإضافة إلى عنصرية قوات الاحتلال باعتقال ومحاكمة الطفلة عهد التميمي (16 عامًا) من منزلها في قرية النبي صالح في رام الله في الضفة الغربية المحتلة”.

وفي سياق المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي خلال عام 2017، أكد تقرير المؤسسة تسجيل 1174 نقطة مواجهة في قرى وبلدات القدس المحتلة، أسفرت عن مقتل 11 صهيونيًا وإصابة 174 آخرين.

وختم التقرير:” انتفض الفلسطينيون في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس ردًا على قرار ترمب بالاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، وتمكن الفلسطينيون عقب القرار وضمن الفترة الممتدة من (6/12/2017) حتى (30/12/2017) من تسجيل 1015 نقطة مواجهة في كافة الأراضي الفلسطينية، وأوقعوا 58 إصابة في صفوف جنود الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه”.

فلسطين تواصل انتفاضتها نُصرة لعاصمتها القدس

واصل أبناء الشعب الفلسطيني انتفاضتهم للجمعة الرابعة على التوالي نُصرة لعاصمتهم الروحية والسياسة “القدس” وضد إعلان “ترمب” المشؤوم، بمواجهات عمّت الوطن ضد الاحتلال، بمواجهات عقب مسيرات ومظاهرات جماهيرية حاشدة.

ففي مدينة القدس المحتلة، شدّدت قوات الاحتلال من إجراءاتها العسكرية في محيط الأقصى؛ حيث أدى أكثر من أربعين ألف فلسطيني من القدس المحتلة والداخل الفلسطيني المحتل منذ العام 1948م، وعددٌ كبير من المسلمين الأجانب، اليوم صلاة الجمعة برحاب المسجد الأقصى المبارك، رغم إجراءات الإحتلال المشدّدة، التي حوّلت القدس الى ثكنة عسكرية تغيب عنها مظاهر الحياة الطبيعية وتطغى فيها المشاهد العسكرية.

وعزّزت قوات الاحتلال منذ ليلة أمس، انتشارها وتواجدها في المدينة المقدسة، خاصة في محيط البلدة القديمة وعلى أبوابها وداخلها وبمحيط المسجد الأقصى، وبواباته، وبتسيير دوريات راجلة ومحمولة وخيالة، في الوقت الذي ضاعفت فيه من اجراءاتها المشددة في منطقة باب العامود (أحد أشهر أبواب القدس القديمة) وأخضعت الشبان والأطفال لتفتيشات استفزازية تخللها التدقيق ببطاقاتهم الشخصية وتحريرها.

وانتظم الآلاف من المصلين عقب صلاة الجمعة-وللجمعة الرابعة على التوالي-بمسيرة طافت ساحات المسجد الأقصى، رفعوا فيها الأعلام الفلسطينية وردّدوا هتافات وطنية، وأخرى ضد إعلان ترمب المشؤوم.

وفي هذا السياق، اعتقلت عناصر من الوحدات الخاصة بقوات الاحتلال بعد صلاة الجمعة سيدة مقدسية فور خروجها من الأقصى من جهة باب الناظر بحجة حملها لعلم فلسطيني، فيما اعتقلت قوات أخرى طفلاً في باب العامود.

واستبقت قوات الاحتلال المسيرة التي خرجت من المسجد الأقصى بتواجدٍ مكثف وبسواتر وحواجز عسكرية حديدية في شارع الواد، واعترضتها بالقوة وفرّقت جموع المصلين، وحالت دون وصولهم الى منطقة باب العامود خارج سور القدس التاريخي.

الى ذلك، شهد محيط البلدة القديمة، خاصة المنطقة الممتدة من حي المصرارة التجاري ومنطقة باب العامود مرورا بشارع السلطان سليمان وباب الساهرة وشارع صلاح الدين وصولاً الى منطقة باب الأسباط، تواجداً عسكرياً واسعاً، حول المنطقة الى ما يشبه الثكنة العسكرية بسبب انتشار دوريات وآليات وعناصر الاحتلال فيها.

وفي وقت لاحق، اندلعت مواجهات متفرقة بين شبان وقوات الاحتلال في منطقة باب العامود، لم يبلغ خلالها عن اعتقالات أو اصابات مباشرة.

وأصيب عدد من المواطنين بأعيرة نارية مغلفة بالمطاط في مواجهات عنيفة، ما زالت دائرة، في بلدة العيزرية جنوب شرق القدس، وبلدة الرام ومحيط مخيم قلنديا شمال القدس المحتلة.

كما اندلعت مواجهات عنيفة عقب صلاة الجمعة اليوم في العيزرية، انطلق بعدها عشرات الشبان الى مفرق “قبسة” الذي يفصل بلدتي العيزرية وأبو ديس عن مركز مدينة القدس، وشرعوا بمواجهات عنيفة ضد قوات الاحتلال المتمركزة في المنقطة، وهاجموا جنود الاحتلال بالحجارة والزجاجات الفارغة، فيما استخدم الاحتلال القنابل الغازية السامة والأعيرة النارية وأصاب عدداً من الشبان. وشهد محيط الحاجز العسكري القريب من مدخل مخيم قلنديا شمال القدس مواجهات عنيفة، علماً أن المخيم شهد في ساعت فجر اليوم مواجهات واسعة ضد الاحتلال، ولا يزال التوتر هو سيد الموقف في هذه المنطقة.

وأصيب شبان فلسطينيون على حاجز “قلنديا” العسكري شمال القدس المحتلة، جرّاء قمع الاحتلال لمسيرة احتجاجية، باستخدام أعيرة الرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيلة للدموع.

وفي بيت لحم، قمعت قوات الاحتلال مسيرة سلمية انطلقت بعد صلاة الجمعة من أمام مخيم “العزة” شمالا، وصولا إلى المدخل الشمالي للمدينة؛ حيث أطلق جنود الاحتلال قنابل الصوت والغاز ما أدى إلى اندلاع مواجهات مع الشبان.

أما في محافظة الخليل، اندلعت مواجهات عنيفة في مخيم “العروب” أسفرت عن إصابة ثلاثة شبان بالرصاص الحي؛ أحدهم بحالة خطيرة، فضلا عن إصابات عديدة في صفوف الفلسطينيين جرّاء إطلاق قنابل الغاز المسيلة للدموع والرصاص المعدني المغلف بالمطاط تجاههم، وفق ما أعلنت عنه وزارة الصحة الفلسطينية.

كما اندلعت مواجهات مماثلة في منطقة “باب الزاوية” وسط الخليل، وأخرى في بلدة “سعير” قضاء المدينة.

وشهد المدخل الشمالي لمدينة البيرة مواجهات عنيفة بين الشبان وجنود الاحتلال، الذين قمعوا مسيرة سلمية، دعت إليها القوى الوطنية والإسلامية، تخلّلها إصابة شاب برصاصة مطاطية.

فيما اعترف جيش الاحتلال، بإصابة ضابط برتبة عقيد في الجيش بجراح في رأسه، جرّاء رشقه بالحجارة في رام الله.

وفي مدينة قلقيلية، هاجمت قوات الاحتلال مسيرة قرية كفر قدوم الأسبوعية المناهضة للاستيطان، ما أدى الى اندلاع مواجهات في المنطقة أسفرت عن إصابة ثلاثة شبان بالرصاص المطاطي و18 آخرون بالاختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع، حسب ما أفادت به جمعية “الهلال الأحمر الفلسطيني”.

وفي نابلس، اندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال على حاجز “حوارة” ومفرقي “بيتا” و”اللبن” جنوب المدينة، وأخرى في قرية سالم شرق المدينة، ما أسفر عن أربع إصابات.

كما اندلعت مواجهات على مدخل بلدة قراوة بني حسان غرب سلفيت، نجم عنها إصابات في صفوف الفلسطينيين.

وفي غزة، أصيب خمسة مواطنين فلسطينيين، بالرصاص الحي بالمواجهات بينهم 4 أصيبوا شرق خانيونس وإصابة واحدة شرق الشجاعية.

وقال أشرف القدرة، الناطق باسم وزارة الصحة بغزة، إن خمسة مواطنين أصيبوا بالرصاص الحيّ في مناطق متفرّقة من الجسد خلال المواجهات المندلعة على الحدود، بينهم ثلاثة على الحدود الشرقية لمدينة خانيونس، بالإضافة إلى إصابة عشرة بالاختناق جرّاء استنشاق الغاز المنعث من قنابل الاحتلال.

البرلمان العربي يدعو إلى قمة طارئة لدعم القدس وتجاوز الخلافات

دعا البرلمان العربي إلى عقد قمة عربية طارئة بهدف تجنيد الطاقات من أجل إنهاء الاحتلال “الإسرائيلي” لأراضي دولة فلسطين، وعاصمتها الأبدية القدس، والعمل على تجاوز الخلافات العربية بالحوار، وحل المشاكل العربية بالوسائل السلمية.

وشدد القرار الصادر عن البرلمان، في ختام جلسته، بمقر الجامعة العربية في القاهرة، على ضرورة مواصلة البرلمان العربي الالتزام الكامل بكافة قرارات السلطة الفلسطينية بشأن مواجهة القرار الأميركي عن القدس، والحفاظ على الوضعية القانونية للمدينة، والتصدي لأية محاولات لانتقاص السيادة الفلسطينية عليها.

وطالب البرلمان بضرورة إنهاء الانقسام الفلسطيني، والالتزام الأمين والصادق لكافة الأطراف ببنود اتفاق المصالحة الموقع بالقاهرة، واستمرار جهود مصر في المصالحة، وتذليل كافة العقبات التي تقف أمام إنهاء الانقسام.

وأشار القرار إلى أهمية التنسيق بين البرلمان العربي، و”اتحاد المحامين العرب”، بشأن المؤتمر المزمع تنفيذه من قبل الاتحاد، والذي يستهدف مشاركة ثلاثة آلاف من المحامين العرب، لغاية حشد كافة طاقات المحامين العرب لدعم قضية القدس على المستويين القانوني والقضائي.

ثلاثيّة التّهويد والتّطبيع والعدوان الأمريكي على القدس يواجهها رفض شعبيّ ومقاو

المقدمة:

توالت تطورات مشروع التهويد في القدس على مدى الأشهر السبعة الماضية ترفد زخمَها وتصاعدها لقاءاتٌ وتصريحات مشبوهة من مسؤولين عرب ومسلمين تخطب ودّ الاحتلال تقربًا إلى الإدارة الأمريكية ورئيسها دونالد ترمب أملاً في اكتساب شرعيّة لحكمهم.

وزّع الاحتلال جهوده في القدس اعتداءاتٍ وتهويدًا على المستويين الديني والديمغرافي، فكثّف “نشاطه” في الأقصى اقتحاماتٍ، وملاحقةً للمرابطين والمرابطات، وإجراءاتٍ يستكمل بها سيطرته على المسجد بعدما أفشلت محاولاته في شهر تموز/يوليو هبّةُ باب الأسباط. كذلك، تكشّف عدد من الصفقات التي كشفت مسلسل تسريب الأوقاف التابعة للكنيسة اليونانية الأرثوذكسية في القدس إلى مستوطنين ورجال أعمال يهود، بما يعزّز قبضة الاحتلال على المقدسات المسيحية في القدس وفلسطين عمومًا.

وعلى المستوى الديمغرافي، لم تتوقّف المشاريع الاستيطانية إن عطاءات أو مصادقة على البناء في المستوطنات وتوسعتها، بالإضافة إلى القرارات المتتابعة بهدم منازل المقدسيين ومنشآتهم، وتهجيرهم من أرضهم وبيوتهم، فمن بداية تموز/يوليو 2017 حتى 14/12/2017 تجاوز عدد الوحدات الاستيطانية 11591، أما المنازل والمنشآت التي هدمت فبلغت نحو 71، وبلغ عدد إخطارات إخلاء البيوت نحو 309 إخطار.

القدس لم تتوقّف وإن تراجعت وتيرة عملياتها بما يفرضه حجم الإجراءات التي فرضها الاحتلال والتنسيق الأمني؛ وما بين اعتقالات السلطة للشبّان الفلسطينيين والإجراءات العقابية التي فرضها الاحتلال على الفلسطينيين وعلى البلدات التي خرج منها منفّذو العمليات والملاحقات التي طالت النساء والأطفال، والناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي إرهابًا لهم وتخويفًا لعائلاتهم، أمكن تنفيذ عدد من العمليات، كانت عملية اشتباك الأقصى في 14/7/2017 في مقدّمتها، وأثبتت فشل الاحتلال في إنهاء الانتفاضة والمقاومة، وأثارت قلقه من إمكانية تنفيذ عمليات مشابهة، ولا تزال مخاوفه قائمة وتتصاعد يدلّ عليها حالة الـتأهب الدائمة، وتعزيز الوجود الأمني والعسكري والاستخباري في القدس.

خطف إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب القدس عاصمة لدولة الاحتلال في 6-12-2017 الأضواء ليحلّ خبرًا رئيسًا في جملة الأخبار الواردة من القدس وعنها، ولكنّ هذا الإعلان الذي يفصله عن إعلان بلفور مئة عام، جاء ليكمّل صورة المشروع الاستعماري الذي تشكّل منذ ما قبل وعد بلفور الذي كان تصريحًا عن توجّهات الحكومة البريطانية الاستعماريّة. وإعلان ترمب اليوم ليس ضوءًا أخضر أمريكيًا لدولة الاحتلال لاستمرار مشروعها التهويدي في القدس وحسب، فهذا سيكون من الارتدادات المحتملة للإعلان لا سيّما إن لم يتّخذ موقف حازم حياله، ولكنّه يأتي نتيجة متوقّعة بعد سلسلة المواقف العربية والإسلامية المستغرقة في التطبيع مع “إسرائيل”، والعاملة على شيطنة القضية الفلسطينية، ضمن حسابات سياسية ضيّقة ومتعارضة مع حقائق التاريخ والجغرافيا.

إذًا، أظهرت الأشهر المنصرمة أنّ عنوان الخطر على القدس في المرحلة القادمة ليس الاحتلال الإسرائيلي وحسب، بل التصاعد في حجم التنازل العربي والإسلامي الرسمي، والانصياع للصلف الأمريكي وتطور المواقف العدائية الأمريكية في القدس، حيث تلتقي هذه العوامل بظلالها لإعطاء دولة الاحتلال المزيد من الجرأة على تهويد القدس ومقدّساتها.

ولا شك في أن مواجهة ذلك يتطلّب تبنّي خطاب وأدوات جديدة لتطويق هذا الانحدار في الموقف العربي الرسمي، ولكبح جماح الهجمة الأمريكية التي تعتمد نهجًا يمحق الحقّ الفلسطيني، ولكن بفجاجة أوضح وسرعة أكبر، ولوقف الهجمة التّهويدية مع مراكمة نتائج المقاومة والنّضال بما سيؤدّي إلى كفّ يد الاستعمار والاحتلال عن المنطقة.