أكد تحقيق للأمم المتحدة حول حقوق الإنسان يوم الاثنين أن الاحتلال الإسرائيلي يحرم ملايين الفلسطينيين من الإمدادات المنتظمة من المياه النقية بينما يجرد أراضيهم من المعادن “فيما يبدو أنه عمل من أعمال النهب”.
وقال مقرر الأمم المتحدة الخاص لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية مايكل لينك اليوم الاثنين: إن “إسرائيل تواصل بهمة التوسع في الاستيطان في الضفة الغربية، وهو ما تعتبره الأمم المتحدة ودول كثيرة غير قانوني”.
وأضاف أن هناك ما بين 20 و25 ألف مستوطن جديد كل عام.
جاء ذلك في كلمة ألقاها لينك أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الذي قاطع الوفد الإسرائيلي مناقشاته بسبب ما تعتبره “إسرائيل” تحيزا شديدا ضدها، وفق مزاعمها.
وأردف لينك “في غزة، يسهم انهيار المياه الجوفية الساحلية المصدر الطبيعي الوحيد لمياه الشرب في القطاع وهي الآن غير صالحة بالكامل تقريبًا للاستهلاك الآدمي، في أزمة صحية كبيرة بين المليونين من الفلسطينيين الذين يعيشون هناك”.
ونبه إلى أنه رغم انسحاب المستوطنين والقوات الإسرائيلية من غزة في عام 2005 أبقى الاحتلال الإسرائيلي على “حصار جوي وبحري وبري محكم” حول القطاع المطل على البحر المتوسط.
وتم الاتفاق على مشروع برعاية دولية بميزانية تبلغ 567 مليون دولار لحل أزمات مياه الشرب النقية الحادة في غزة من خلال إقامة محطات لتحلية المياه لكن محللين يقولون إن أمام المشروع سنوات قبل أن يبدأ الإنتاج.
وذكر لينك “بالنسبة لما يقرب من خمسة ملايين فلسطيني يعيشون تحت الاحتلال فإن تراجع مستوى إمداداتهم من المياه، واستغلال مواردهم الطبيعية، وتشويه بيئتهم يمثل أعراضًا لغياب سيطرة ذات مغزى لهم على حياتهم اليومية”.
وبين لينك أن شركات المحاجر الإسرائيلية تستخرج نحو 17 مليون طن من الحجارة سنويا “على الرغم من القيود الصارمة التي يفرضها القانون الدولي على الاستغلال الاقتصادي لأرض محتلة من قبل دولة الاحتلال العسكري”.
ولفت إلى “أي تنمية فلسطينية للبحر الميت وموارده الوفيرة التي يقع جزء منها في نطاق الأراضي الفلسطينية المحتلة ممنوعة بينما مسموح للشركات الإسرائيلية باستخراج المعادن فيما يبدو أنه عمل من أعمال النهب”.
من جانبه، طالب السفير الفلسطيني إبراهيم خريشي الاحتلال الإسرائيلي بوقف سرقة الممتلكات الفلسطينية.
وقال: إنه “لا بد أن توقف إسرائيل هذا النهب، فما تفعله في الأراضي المحتلة بعيد تماما عن التزاماتها بمقتضى القوانين والمعاهدات الدولية”.
وأضاف “هذا أكثر حتى من الفصل العنصري”.
في المقابل، قالت البعثة الإسرائيلية في جنيف في بيان “في تقريره الهزلي الأخير ينزل لينك إلى منحدر جديد و(يتهم) الدولة اليهودية بالسرقة”.
واتهمت البعثة لينك بأنه “نصير معروف للفلسطينيين”.
وانسحبت الولايات المتحدة حليف “إسرائيل” الرئيسي من المجلس الذي يضم 47 دولة العام الماضي متهمة إياه بانتهاج خط مناوئ للكيان الإسرائيلي.